في بادرة اخرى بدلالات تطوعية وذات ابعاد بيئية، اقدم شباب دوار تزكي يوم الاحد 7 يونيو الجاري على تنظيم حملة بيئية واسعة بالمتنفس السياحي لعين ساغدن "ايت سكمان "، هذه المبادرة التي عرفت كالعادة انخراط كل أبناء الدوار مساندين بشباب من مركز بني عياط انطلقت بتوزيع الكمامات على الجميع احتراما للتدابير الوقائية المنصوص عليها خلال هذه الجائحة..
وتندرج هذه المبادرة التطوعية في إطار مواصلة الاهتمام بهذا الموقع السياحي الوحيد والأوحد الذي تشرف عليه جمعية تثريت للتنمية والسياحة والثقافة بجماعة بني عياط اقليم أزيلال، الى جانب الانخراط في ترسيخ وعي بيئي لدى شباب المنطقة، من أجل التحسيس بأهمية التربية البيئية، وإن كان هذا هو الأهم، وإنما أيضا للتأكيد على أن هذه المناطق الجبلية الفقيرة هي الأخرى كفيلة بخلق مثل هذه الفضاءات ونسج أواصر التواصل والتعاون الجاد، وأن الشباب بالرغم من إمكانياته المحدودة، قادر على وضع بصماته بهذا الفضاء المتميز الذي تحول بإرادة ابناء المنطقة تحت اشراف جمعية تثريت إلى متنفس حقيقي، والى قبلة جديدة للزوار وأصبح مكانا نموذجيا لتفعيل مفهوم العمل التطوعي، وزرع روح المحبة ونبذ أساليب العنف والتشنج التي ما فتئت تفرزها باقي الفضاءات العمومية.
وارتباطا بهذه الغايات، يقول يوسف الرامي احد شباب التطوع، في كلمة خاصة، أن هذا النشاط البيئي، جعلنا نعيد النظر بقوة في آليات اشتغالنا وذلك من أجل تطوير مفهوم العمل التطوعي، ومنحه دلالات خاصة تتماشى وخصوصيات المنطقة، لأن مجتمع بني عياط في حاجة ماسة إلى مثل هذه الرؤى الإستراتيجية التي تأخذ بعين الاعتبار الواقع البيئي من جهة ووضعية شباب المنطقة من جهة ثانية بوصفها الشريحة التي تعاني في صمت في غياب مثل هذه الأنشطة المدرة لمنتوج فكري يُراهن على الطاقات المحلية.إننا الآن، يقول، ومن خلال هذه المبادرة الاولى التي رسمناها فقط بالأبيض والأسود في غياب دعم مادي، نثمن اولا مجهودات جمعية تثريت المتواصلة والتي يعود لها الفضل في بلوغ هذا الفضاء هذه المرحلة المهمة، وايضا نبعث رسالة غير مشفرة إلى كل المعنيين بموضوع البيئة مدلولها أن عذرية أرض بني عياط في حاجة ماسة إلى تظافر الجهود، وإلى دعم حقيقي يستحضر حجم تطلعات شبابنا.
وما وقف المتحدث أيضا، على مفهوم العمل التطوعي واعتبره اقلّ واجب يُمكن أن يقوم به الفرد تجاه المجتمع، وتجاه هذه الأجيال التي تتخبط في واقع متشظ ايجابياته اقل بكثير من سلبياته. وقال إن الحفاظ على البيئة وتعزيز الانتماء إلى الأرض والارتقاء بهذا المتنفس السياحي عبر ترتيبه وتنظيمه وإعادة غرسه وتنقيته..، كلها أهداف وضعها المتطوعين بتنسيق مع الجمعية نصب أعينهم وسيعملون مستقبلا بعزيمتهم القوية على تحقيقها رغم كل الإكراهات التي تقف حاجزا أمام تصريف طموحها على أرض الواقع.
وخلال هذا النشاط البيئي قام الشباب المتطوع بتنقية العيون المائية والسواقي وتشديب الاشجار الى جانب تنقية داخل الفضاء واعتبر المتطوعون هذه المرحلة بالاولى حيث ستليها مبادرات اخرى و ثم الاتفاق على برمجة مرة في كل اسبوعين الى حين اتمام اشغال التنقية واعطاء رونق اخر للفضاء وإعادة تسييجه من جديد .