يشار إلى أن "باحماد "،المنحدر من جماعة ايت عباس بإقليم أزيلال، وبعد اغلاق المركز المخصص لايواء المشردين في الفترة التي تشهد فيها المنطقة انخفاضا حادا في درجات الحرارة، بدعم من عمالة الإقليم والمجلس الإقليمي لأزيلال،لم يجد بدّاً من اتخاذ احد البيوت المظلمة ،بحي وادي الذهب ،مسكنا له،حيث اضطر للعيش فيه وحيدا وبدون عائلة، في مشهد مؤثر و مثير للشفقة،بقدرما يطرح جملة من التساؤلات التي تنصب في إشكالية إيواء شريحة المشردين الذين يعانون الأمرين خصوصاً بعد انقضاء الفترة المحددة لايوائهم،ليصبحوا بعدها عرضة للشارع والتسول من أجل لقمة العيش ؛تساؤلات تبحث عن اجوبتها لدى المعنيين بالجانب الاجتماعي والإنساني لأمثال "باحماد " ،من المواطنين المسنين الذين لا يجدون من يتكفل بهم،ليقضوا اخر ايام عمرهم بحثا عن العطف والحنان والإنسانية في أعين وافئدة المارة في الشارع الذي لا يرحم ...!!!
في هذا الصدد،تجدر الإشادة بإدارة المستشفى الإقليمي لازيلال ،وبالاطقم الطبية والشبه طبية ،التي حفت "باحماد" برعاية شاملة ،حيث باشرت ،فور وصوله إلى قسم المستعجلات ، تنظيف رجله وتعقيم الجرح المتعفن الذي تنبعث منه رائحة كريهة مصحوبة بالديدان ،في منظر مؤثر ومثير للاشمئزاز والشفقة .
وبهذه المناسبة ،ليسعنا سوى الإشادة بالسيدة مليكة التي تقطن بنفس الحي ،على اعتنائها بالمريض واطعامه ،في الوقت الذي لايجرؤ أحد على الاقتراب منه بفعل الرائحة المنبعثة من رجله ، و بالكاتب العام للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية ،الذي تكفل بانقاذه في الوقت المناسب،وبمختلف مكونات المستشفى الإقليمي الذي احتضنه، و حفه بكامل الرعاية،بإجراء الفحوصات اللازمة وتقديم العلاجات الضرورية ،فضلا عن إيوائه تحت الرعاية الطبية .