لاتزال دورة شهر يونيو العادية لمجلس إقليم أزيلال ،التي لم يكتب لها ان تنعقد في اجواء عادية منذ 3 يونيو، تستأثر بمزيد من الاهتمام بفعل الجدل المثار حول تاجيلها لمرتين على التوالي والتصويت على تأجيل نقط جدول أعمالها في ثالث جلسة ، الى دورة لاحقة بإجماع الحضور ، وذلك في سابقة لم يشهد المجلس مثيلا لها في تاريخه .
وفي ظل "صمت" الرئيس، الذي التزم التكثم وعدم تبرير موقفه مما يجري في الكواليس ، جاء بيان الأعضاء في أعقاب الجلسة الثالثة، للقول بأن اسباب مقاطعة الجلستين السابقتين ، تعود بالاساس الى الغياب المستمر لرئيس المجلس واستفراده باتخاذ القرارات وضعف ترافعه لدى الشركاء وبطء تنفيذ مقررات المجلس ..، فهل كان في صمت الرئيس " حكمة" ، و إلى اي حد لامس البيان حقيقة الأمر وطبيعة الخلاف الوليد،و الذي قد يعمر كثيرا بعدما جعل مصالح إقليم برمته رهينة بتبذيذه وتغليب المصلحة العامة عن الحسابات الضيقة ، الامر الذي لن يتسنى إلا بالارادة الحقيقية لذلك...؟؟
وفي قراءة لمابين الاسطر ، ووفق كرونولوجيا الاحداث منذ الاعلان عن نتائج الانتخابات بالمجلس الإقليمي في شتنبر الماضي،يرى العديد من المتتبعين للشأن الإقليمي ،ان ماجاء في بيان الأعضاء ، وفي ظل غياب أي توضيح رسمي لرئاسة المجلس حول طبيعة الخلاف ، قد يقرأ على انه تمويه للراي العام وليس تنويرا له ، لكونه لم يكن مقنعا للغاية لعدم التطرق بشكل مفصل الى القرارات التي استفرد الرئيس باتخاذها وتداعياتها السلبية على السير العادي للمجلس والتنمية بالإقليم، مع الاكتفاء بسرد الخطوط العريضة لدواعي المقاطعة لتبرير الموقف واستمرار الخلاف . .
الى ذلك ، وبعد صمته المريب منذ يوم الجمعة 3 يونيو ،التاريخ الذي كان مقررا لانعقاد الدورة ، نطق الرئيس ،اخيرا ،و بعد عشرين يوما في ثالث جلسة ليوم 23 يونيو ليقول : " سبعة ايام ديال الدنيا فايتة باش ماعطى الله .." مختزلا في ذلك الحيثيات وحقيقة المقاطعة والخلاف ، بينه وبين الموقعين على البيان ..
وبين صمت رئيس المجلس ومضامين بيان اعضائه ، تبقى " الحقيقة" ضائعة ومبهمة ، وتظل مصالح الإقليم عالقة ورهينة بتقريب الرؤى وتبديد الخلاف ، الذي أكدت اخر جلسة انه سائر في اتخاذ اشكالا أكثر حدة وتصعيدا ، خصوصاً بعد مقاطعة الأعضاء لوجبة غذاء المجلس ، في إشارة واضحة منهم لاستمرار الخلاف والمقاطعة ، حيث من المنتظر أن تشهد الدورة القادمة (دورة يونيو المؤجلة التي لم تنته بعد) نفس السيناريو : مقاطعة للجلستين الأولى والثانية والحضور في الثالثة للتصويت بالرفض او التاجيل ..، فالى اين يتجه الربان بسفينة مجلس كان يضرب به المثل وطنيا وجهويا في الانسجام وحجم المشاريع الإنمائية المنجزة بمختلف الجماعات الترابية بالإقليم ..!!؟؟
فيما يلي تذكير بالبيان الصادر عن اعضاء المجلس الإقليمي في أعقاب التصويت بالاجماع على تأجيل نقط جدول أعمال دورة شهر يونيو في ثالث جلساتها المنعقدة بتاريخ 23 يونيو : "بعد اختتام اشغال الدورة العادية لشهر يونيو 2022 للمجلس الاقليمي لأزيلال, نعلن نحن اعضاء المجلس الاقليمي لأزيلال الموقعين اسفله ما يلي :
1- مقاطعتنا لأشغال الجلستين الاولى و الثانية لهذه الدورة, رسالة تنبيه للرئيس لاستفراده باتخاذ القرارات مما يتنافى مع ارادتنا في استمرار الأوراش الكبرى التي قادها عامل الاقليم بكفاءة عالية
2- ضعف اداء الرئيس في الترافع لدى شركاء المجلس مما فوت على الاقليم فرص تمويلية لمجموعة من المشاريع التنموية .
3- بطء تنفيد مقررات المجلس و تأخر اخراجها الى حيز الوجود ( برنامج تنمية الاقليم, هيئة المساواة و تكافؤ الفرص و مقاربة النوع و جميع المشاريع المبرمجة...)
4- الغياب المستمر للرئيس (عرقلة السير العادي لمرافق المجلس، تمثيلية المجلس في المناسبات الجهوية و المحلية,...)
وعلى هذا الاساس نؤكد للرأي العام أننا ملتزمون نحن جميع أعضاء المجلس الاقليمي بالدفاع باستماته" عن مصالح ساكنة الاقليم و نرفض جميع المغالطات الدعايات المغرضة التي تحاك في هذا الشأن."