بعد الانتصار المبدئي على فيروس كورونا الذي أعلن عنه إقليم ازيلال بتاريخ 5 يوليوز 2020 ، بعد شفاء آخر حالة،و الوحيدة بأفورار ، عاد الفيروس مجدداً إلى الإقليم عبر بوابة فم الجمعة "قادما "من مراكش بتاريخ 28 يوليوز الماضي، وعادت معه مظاهر الطيش و الاستهتار في ظل تزايد الحالات المؤكدة الجديدة التي تم تسجيلها بجماعتي اكودي نلخير بدائرة ازيلال ومولاي عيسى ابن ادريس بأيت أعتاب، الأمر الذي يطرح تحديا جديدا أمام الجهات المعنية لتدبير مرحلة العود الاستثنائية للفيروس تزامنا مع ايام عيد الاضحى وما يميزها من عادات وزيارات قد تفجر الوضع الوبائي من جديد ..
بالشارع العام ، بالمقاهي والمطاعم والفضاءات العمومية ، لاشيء يبعث عن التفاؤل ، مظاهر عدة للاستهتار تسائل المعنيين، كمامات تحت الدقون ،على الرأس ، أو مربوطة بالساعد او منعدمة ، دون احترام لمسافة الامان والتعقيم ...!
المستهترون انواع ، مستهتر بالفطرة ومن هواة السباحة ضد التيار ، اعتبر فيروس كورونا" اكذوبة" عالمية ولم يؤمن بوجود هذا القاتل الصامت الذي حير العلماء بطريقة انتشاره وخصائصه ، واخر اقتنع بخطورة الوباء لكن غروره بسنه وشبابه جعله يغرد خارج السرب ظنا منه أن الوباء لايفتك إلا بالمسنين ذوي الأمراض المزمنة التي تعجل بالوفاة ، فيما الصنف الثالث من فئة المستهترين ذاك الذي فضل التراخي بعد أشهر من الالتزام بالاجراءات الاحترازية المتخذة للحد من تفشي الوباء .
وبين هذا وذاك ، تبقى سلامة المواطن الملتزم رهينة بمدى وعي والتزام المستهترين والعابثين بالاجراءات التي قررت السلطات المغربية الاقتياد بها للحد من تفشي الفيروس وابقائه تحت السيطرة .
خلاصة القول ، إن العودة المقلقة لفيروس كورونا إلى الإقليم الذي ارتفع عدد الاصابات المؤكدة فيه إلى 57 حالة ،5منها لاتزال قيد العلاج ، يجعل أمر تدبير هذه المرحلة على المحك ، ويبعث برسائل قوية وواضحة إلى الجهات المعنية من أجل التشديد على الالتزام بالاجراءات الاحترازية المتخذة بالفضاءات والمرافق العامة والتعامل مع المخالفين بكل ما تقتضيه الظرفية من حزم وصرامة ، حفاظا على سلامة المواطن الملتزم الذي يقلقه سلوك استهتار الغير أكثر من الفيروس نفسه ...