أزيلال زووم/الإدارة
اعرب احد المواطنين (ا.ر) عن ارتياحه للتواجد الأمني خلال زيارته لمدينة خنيفرة، وعن مجهودات رجال الامن بالمدينة ،وفيمايلي ما جاء في ارتساماته :
" لا حديث في أواسط ساكنة مدينة خنيفرة ،في الآونة الأخيرة ،إلا عن العمليات الأمنية المسترسلة التي تقوم بها عناصر الشرطة وعن الدينامكية التي تطبع عملها، ولعل ان الزائر لهذه المدينة ستطالعه بدءا من مشارفها ،تلاوين مختلفة من عناصر الشرطة، بتواجد يعطي إحساسا قويا بالأمن والأمان ،ويؤكد المجهودات التي يقوم بها القيمون على الشأن الأمني من اجل استتباب الامن ومحاربة كل انواع الجريمة .
وأنا أتجول في أرجاء حاضرة زيان،أثار انتباهي انتشار لعناصر الأمن التي كانت تؤثث فضاءاتها، رجال تعلو محياهم سمات الحزم والصرامة ونظراتهم متفحصة تنم عن يقظة واستعداد، كانت سيارات الشرطة تجوب شوارع المدينة وأزقتها ذهابا وإيابا، أما المدارات، فيتوسطها شرطيو مرور يسهرون على تنظيم حركة السير بحركات حيوية متناسقة وفي جدية تلزم مستعملي الطريق بالإنضباط والتقيد بالقوانين، توغلت قليلا في أحياء المدينة فصادفت رجال أمن على دراجات نارية يستغورون الأزقة الضيقة للمدينة العتيقة.
قادني الفضول وأنا أرتشف فنجان قهوة بمقهى مطل على مدارة المسيرة المتواجدة في ملتقى شارعي الزرقطوني ومحمد السادس، فبادرت النادل بالحديث وأنا متأكد أنه سيريحني من ثقل أسئلة كثيرة كانت تتزاحم وتتراقص في ذهني عن هذا التأطير الأمني الجيد، فالنادل يقضي يومه متنقلا بين مرتادي المقهى يرتشف من رحيق الأخبار من هذا وذاك، وله من المعلومات عن القاصي والداني ما يروي به تعطشي لمعرفة ما يجري، رمقني الرجل بنظرة متفحصا ملامح وجهي وكأن لسان حاله يقول: أغريب أنت عن مدينة خنيفرة ؟ وأجابني بنبرة لا تخلو من التفاؤل والإرتياح: الحمد لله على نعمة الأمن بالمدينة.
دار الحديث بيني وبين الرجل وطال ليؤكد لي أن مدينة خنيفرة الهادئة عاشت وعلى غير عادتها على وقع بعض الجرائم، وهي أحداث توالت في حيز زمني وجيز لم يتعدى بحر الأسبوع، فما كان من مسؤولي الأمن إلا أن تفاعلوا بسرعة وفعالية مع ما يجري من أحداث، فحلت تعزيزات أمنية بشرية ومعدات لوجستيكية مهمة بالمدينة لتؤازر القائمين المحلين على أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم وتقدم لهم يد العون، وباشر الجميع حملات أمنية مسترسلة أطراف اليل وآناء النهار لتقطع دابر الجريمة وتجتث جدور الإنحراف وتجفف منابع الإحساس بانعدام الأمن، فأثمرت مجهوداتهم المشكورة إشاعة حالة من السكينة بين المواطنين وعم الأمن والأمان وأعادت قوات الشرطة الأمور إلى نصابها بل زادت لتشمل عملياتها الأمنية القرى والبوادي المترامية على أطراف المدينة لمحاربة ما يصطلح عليه "بالجريمة المستوردة" ،وهي الجريمة التي لربما يقترفها أشخاص يقطنون بالمداشر المتواجدة بالضواحي،وقد يقصدون خنيفرة على متن دراجاتهم النارية الصينية الصنع، فيقترفون ما يقترفون من جرائم ويتوارون عن الإنظار خارج المدينة.
وكم كان النادل كريما حينما أمدني بسيل من الأخبار فأطلعني أن الساكنة تتداول أخبارا عن اعتقالات طالت عناصر إجرامية خطيرة بالمدينة، وفي مناطقة خارجها كأكلموس وكهف النسور، وأن عدد الموقوفين من المبحوث عنهم وصل إلى العشرات ،منهم من هو مطلوب في قضايا الإتجار في المخدرات والخمور ،او في قضايا الإعتداءات على الأشخاص والسرقات وحتى حيازة الأسلحة البيضاء.
وأنا في غمرة الحديث مع صديقي النادل، مرت أمامنا سيارة سوداء تسير على مهل، سائقها شاب أنيق بربطة عنق تظهر عليه علامات الانضباط، إلى جانبه شخص مهيب الجانب، تعلو وجهه نظرات الجدية والحزم والصرامة، كانت السيارة تسير ببطء شديد وكان الشخص وقورا يتفحص الشارع والمارة بنظرات متقدة وكأنه يبحث عن شخص ما، أو يترصد أمرا معينا، توقفت السيارة فجأة وسط المدارة، سارع شرطي المرور إلى تقديم التحية، فتأكد لي أنه مسؤول رفيع، ترجل من السيارة وتقدم نحو الشرطي وخاطبه ببعض الكلمات كان خلالها عنصر المرور يستمع بإمعان شديد، وبعد أن بادل الشرطي تحيته، عاد ليركب السيارة ويواصل تفحصه للشارع، التفتت إلى صديقي النادل الذي لم تفته الواقعة، ودون أن أستفسره عن الأمر، قال لي بصوت خافت وعيناه تمشطان جوار طاولتي لقد حل بالمدينة عدد كبير من مسؤولي الأمن للوقوف على سير الإجراءات الأمنية وأن سيارات سوداء لا تكل و لا تمل من تمشيط المدينة.
ارتشفت ما تبقى من فنجاني وأكرمت النادل لما أكرمني به من أخبار وانطلقت إلى حال سبيلي وحالة من الرضى تغمرني لما عاينته بخنيفرة من يقظة أمنية وأنا أكيد أن هذا الوطن سيبقى في أمان مادام له جهاز يحميه من كيد الكائدين. "