على الرغم من البنيات التحتية الرياضية التي أصبحت تتوفر عليها مدينة ازيلال ، بفضل الاهتمام الكبير الذي يوليه السيد عامل الإقليم ، للرياضة والرياضيين بالاقليم ،لايمكن الارتقاء بأي رياضة إلى مستوى التطلعات ، في ظل غياب رؤية مستقبلية واضحة الأهداف، ولو بتوفير الإمكانيات المادية اللازمة للتدبير ، كما أن العشق والطموح وحدهما لا يكفيان لفرعي كرة القدم والسلة بنادي الاتحاد الرياضي لتمثيلية مشرفة للمدينة والاقليم في البطولة الوطنية ومختلف التظاهرات .
ففي عز الأزمة المالية التي يتخبط فيها فربق الاتحاد الرياضي لكرة القدم ، والتي لم تنقشع بعد بوادر انفراجها في الأفق ،ولذات السبب ،جاء فريق كرة السلة ليلوح بدوره ، إلى احتمال إعلانه الاعتذار بصفة رسمية عن دخول منافسات البطولة الوطنية التي من المرتقب اعطاء انطلاقتها في غضون أيام .
وفي هذا الصدد ،كشف رئيس فريق اتحاد ازيلال لكرة السلة، الذي شرف المدينة والاقليم بتحقيقه حلم الصعود إلى القسم الوطني الثاني ، (كشف)عن جملة من الاكراهات التي قد تعيق مشاركته في منافسات البطول ، ومن ببنها غياب ملعب للتداريب في ظل استمرار إغلاق القاعة المغطاة بالمدينة ، رغم فتح مثيلاتها بمدن أخرى ، إضافة عدم توفر الفربق على الإمكانيات المادية اللازمة لتغطية تكاليف المشاركة في البطولة ، علما أن المبارة الواحدة خارج الديار تستلزم حوالي عشرة آلاف درهم ، بما في ذلك مصاريف التنقل والتغذية والإيواء والتحكيم ، هذا دون احتساب مستحقات اللاعبين الذين ينحدر أغلبهم من خارج الإقليم ..
وعلى نهج فريق كرة القدم ، لم يدع فريق كرة السلة ، باباً إلا وطرقه من أجل استجداء الدعم من " أعيان " المدينة ،لأجل المشاركة في البطولة الوطنية بأريحية ، لكن الابواب كلها أبت إلا أن تظل موصدة ، مما زاد من حيرة وارتباك المكتب المسير الذي يرى بأن الوضع الراهن لا يبعث على التفاؤل البتة ، وبأن اعلان الاعتذار عن المشاركة يبقى مسألة وقت فقط ، رهينا بالاستجابة للنداءات والمراسلات التي تروم الاستمرارية والرقي باللعبة إلى مستوى تطلعات الجماهير الرياضية بالمدينة والاقليم .
فبين هذا وذاك، و بقاسمهما المشترك،في ظل غياب مستشهرين وثقافة الاستثمار في المجال الرياضي بالاقليم ، يظل السؤال الذي يطرح نفسه ، و بإلحاح شديد ، هو إلى متى ستظل الفرق الرياضية مضطرة لاستجداء الدعم (والصدقات) لدخول غمار منافسة ما أو لاستكمال ما تبقى من مبارياتها ، في سيناريو يتكرر مع كل بداية موسم رياضي او منتصفه ؟
وبعدما أضحى النقد الرياضي إلى حد الامس القريب، من الطابوهات التي قد يصنفها البعض من زوايا ضيقة وبمنظور إملائي خافت ،بالجرم الرياضي، حق علينا التنبيه ،بموجب المواكبة الميدانية لمختلف الرياضات، إلى ضرورة البحث عن مكمن الخلل في المنظومة الرياضية للارتقاء بها إلى مستوى تطلعات الرباضيبن والجماهير الرياضية بالاقليم ، بما في ذلك بلورة رؤية مستقبلية واضحة بإشراك مختلف الفاعلين لتمكين الرياضة من الانخراط الفعلي والجاد في التنمية المحلية .
وعوض الاستهجان بلغة خشب إملائية اقدام هذا الفريق أو ذاك على طلب الدعم من جهة ما أو استنكار التجاهل ، يجب البحث مليا وبإسهام أهل الاختصاص، عن الخلل وطرح حلول تقريبية ومنطقية لتفادي الأزمات مستقبلا ، ذلك أن الرياضة تعد شريكا أساسيا لا محيد عنه لتحقيق التنمية الرياضية المحلية المنشودة ؛ و من ضمن هذه التصورات والحلول نقترح مثلا احداث" نادي الرياضات "،او تحت أي مسمى، كمنشأة حاضنة لمقرات الأندية الرياضية ومأوى للرياضيين من خارج الإقليم ، مع مرافق ملحقة بها على أن تضخ عائدات كرائها بحساب المنشأة الرياضية ،الامر الذي من شأنه التخفيف أو إعفاء الأندية من عبء مصاريف إيواء اللاعبين والمساهمة في ميزانيات التسيير ...
(يتبع)