من المؤكد والمعروف ان من وراء كل تظاهرة ناجحة جنودا عملوا في الخفاء و بعيدا عن الاضواء، ايمانا منهم بما يفرضه الواجب والضمير المهني ، فهم اول الملتحقين وآخر المغادرين للفضاءات المخصصة لاحتضان فقرات برنامج التظاهرة ،وذلك بعد اداء مهامهم بالشكل المطلوب ووفق التعليمات الرامية أساسا إلى عدم ترك اي مجال للصدفة والاستثناء والتعامل الفوري مع كل ما من شأنه التشويش أو ارباك حسابات اللجنة المنظمة ..
كذلك ، لم تكن جهود اعضاء اللجنة المنظمة وجمعية المهرجان الثقافي والفني لجماعة تامدة نومرصيد ،كافية لوحدها لانجاح نسخته الثانية المنظمة مابين 25 و27 غشت ؛ لولا تظافر جهود كل المتدخلين وجنود الخفاء من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية ومسعفي المكتب الإقليمي للهلال الاحمر المغربي بأزيلال، إلى جانب حراس الامن الخاص وعمال برنامج أوراش واعضاء المجلس الجماعي وممثلي وسائل الإعلام ، دونما نسيان الدور الهام والفعال لجمهور المهرجان من ساكنة المنطقة وزوارها ، بالحضور الوازن والتفاعل الإيجابي مع فقرات برنامج الدورة ..
فبخصوص المقاربة الأمنية ، كان تواجد العشرات من عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة ، يبعث على الارتياح والشعور بالامان في اواسط جمهور المهرجان وزواره من الاقليم وخارجه، بمختلف الفضاءات المخصصة لهذه التظاهرة ، خصوصاً خلال السهرات الفنية المسائية ، حيث برهنت هذه العناصر الأمنية عن اليقظة والتأهب ونجاعة تدخلاتها الناجحة في التصدي لكل ما من شأنه التشويش بشكل او بآخر على الحضور ، كما نجحت في احتواء عدد من الحالات المعزولة بفضاء منصة السهرات وجنباتها ؛ هذا علاوة على مجهوداتها المبذولة في استتباب الأمن وتنظيم حركة المرور بالفضاء المقابل لمقر الجماعة الذي يعرف ازدحاما في حركة السير ومرور الراجلين ، دون تسجيل اي حادث ..
وفي سياق متصل، برهنت عناصر الوقاية المدنية كعادتها ، الى جانب مسعفي ومسعفات المكتب الإقليمي للهلال الأحمر المغربي بأزيلال، عن حسها المهني العالي خلال كل تدخلاتها الميدانية الآنية لتقديم الاسعافات الأولية في العديد من الحالات ،سواء في اواسط فرسان التبوريدة او الجمهور ،ونقل أخرى إلى مستعجلات المستشفى الإقليمي لأزيلال ، الذي سخر اطقمه الطبية والتمريضية وتقنيي الأشعة للتكفل بكل الحالات الوافدة على القسم طيلة ثلاثة ايام وليال..
الى ذلك، ومن ابرز ماشكل الحدث والاستثناء في فعاليات النسخة الثانية من المهرجان ، وزاد من اشعاعها ،اعتماد اللجنة المنظمة ابنة أزيلال الشاعرة الشابة سمية ايت زهرا لتنشيط منصة السهرات ، والمنشطة خديجة اوشيعر لتنشيط فضاء الفروسية ، التي تألقت في الاداء والتواصل، كما خلقت الحدث باقتحامها مجالا كان إلى حد الامس القريب حكرا على الرجال، و نالت بذلك اعجاب وتفاعل وتحفيز الجمهور للمزيد من العطاء والتألق ..
في هذا الصدد ، وفي تصريح سابق للموقع ، اوضحت اوشيعر القادمة من والماس بإقليم الخميسات ، ان اختيارها لمجال تنشيط التبوريدة التقليدية ، كان منذ خمس سنوات خلت ،وجاء عن قناعة شخصية وبتحفيز من والدها ، الذي تستمد منه كل الدعم والقوة والعزيمة والاصرار على مواصلة مسارها بخطى ثابته نحو التألق والابداع والتميز والابداع..