|
|
|
أزيلال: أية مقاربة للحد من العبث بالمنشآت العمومية بالمدينة...؟
أضيف في 02 ماي 2019 الساعة 52 : 10
مصطفى ايت لحسن
استبشرت ساكنة مدينة ازيلال خيرا بما تم إنجازه من مشاريع همت البنيات التحتية ، وما تم توفيره للساكنة من تجهيزات في الساحات الخضراء والحدائق ،من مقاعد وحاويات للقمامة ، وذلك في إطار برنامج تأهيل المدينة ، التي أضحت تعتبر من المدن النظيفة بالمغرب ، بفعل المجهودات التي بذلها القيمون على الشأن المحلي ، وتضحيات عاملات وعمال النظافة في تنظيف سائر شوارعها و أزقتها ،مستحقين بذلك كل الثناء والتقدير . لسنا هنا بصدد الحديث عن الجودة ،ولا على ولاية من يحسب ما تم إنجازه ، وانما لاستنكار ما صنعته أيادي العبث التي طالت كل شيء ، مقاعد وعلامات التشوير الطرقية وحاويات القمامة على جنبات الطريق والمساحات الخضراء ، والتي أتلفت عن آخرها ،في مظاهر تثير الاشمئزاز وتطرح اكثر من إشكال وسؤال . إن العبث في ابشع مظاهره ، لايمكن حصره و تفسيره في طيش وتهور،وربطه بسلوكيات المراهق وسخطه على الأوضاع، كما لايحق تبريره بكون المدينة لا تتوفر على معامل ومصانع وشركات ، لتوفير فرص الشغل لهؤلاء العابثين،بل وجب التفكير في ما لهذه الظاهرة من علاقة وطيدة بالاخلاق والتربية والقيم ،ذلك أن الإقدام على تكسير مقعد وسرقة خشبه،بقدرما يبدو أمرا عاديا وطبيعيا لدى مرتكبه ،إلا أنه يختزل في مضمونه العديد من التساؤلات الجوهرية حول المسؤولية المشتركة بين المجتمع والأسرة والمدرسة،في إنتاج هذا النوع من الشباب ،ولعل أن ظاهرة العبث بالمنشآت والممتلكات ليست رهينة بالوضع الاجتماعي للعابثين ، مع العلم أن الفقر و البطالة لايبرران الطيش والانحراف وفساد الاخلاق وانحلالها . شباب مدينتي ليسوا كلهم من العابثين ،رغم أنهم يتقاسمون واقرانهم، الذين استباحت أياديهم تشويه المنظر العام وجمالية المدينة ، بتكسير واتلاف اخشاب الكراسي وعلامات التشوير ؛ يجمعهم نفس الوسط الاجتماعي وتوحدهم نفس الظروف المعيشية ، لكنهم مختلفون في نظرتهم الى محيطهم وموقفهم من المدينة وواجباتهم اتجاهها، إذ تشبعوا بثقافة الحفاظ على البيئة والمدينة ، وارتموا في احضان دور الثقافة والشباب والرياضة ،ومنهم الفقراء و الاكثر منهم إملاقاً،حتى . وبالرغم من أن هكذا مظاهر وسلوكات ،قد تبدوطبيعية ومرحلية ،بتفسيرها وربطها بحالات طيش مراهق وسخطه على الأوضاع وكل شئ ، تظل مسؤولية المجلس البلدي قائمة في إعادة الوضع إلى ماكان عليه ،وبلورة مقاربة تروم التقليص من هذه الظاهرة ، التي يستفحل القضاء عليها ، بفعل أن إنتاج أيادي العبث سيظل مستمرا من جيل إلى آخر . وفي إشارة إلى بعض المقاربات التي جاءت لتصحيح الوضع ،عندما تم ،ذات ليلة ،جر الكراسي المقابلة لنافورة متحف جيوبارك، بعد اقتلاعها من مكانها المثبتة فيه بحفنة اسمنتية هشة ،الى حد الطريق الرئيسية، بحيث تمت إعادتها إلى مكانها وتثبيتها بنفس الطريقة،الامر الذي يطرح إشكالية الجودة والحلول الترقيعية التي قد تعتمد في تغطية الشوائب ،لا اكثر . إننا لا نسعى أن تكون مدينة أزيلال افلاطونية وسكانها " ملائكة " ، بقدرما نمارس حقنا في الرأي والتحليل وتغيير المنكر ولو بأضعف الإيمان ،الاستنكار...!
|
|
|
التعليق يجب أن يناقش موضوع الخبر ،باستعمال البريد الالكتروني مع احترام الأشخاص والمؤسسات ،ومادون ذلك لن يتم تفعيله
|
|
|