أزيلال زووم/م.ايت لحسن
تم قبل قليل ، بعد عصر اليوم الجمعة 15 يوليو ، انتشال الجثة الثانية للشقيقين اللذين لقيا حتفهما غرقا ببحيرة أسكا ، بعدما طفت على الماء ، شأنها في ذلك كشأن الاولى التي تم انتشالها صباحا ، ليسدل بذلك الستار على سيناريو مأساوي لرحلة عائلية في أول ايام عيد الاضحى ، كان المراد من خلالها قضاء يوم استجمام ممتع ومكمٌل لفرحة العيد، قبل أن تتحول الى فاجعة هزت كيان الأسرة واهتز لها الرأي العام المحلي بكل اطيافه .
هكذا انتهت أربعة أيام متتالية من عملية البحث التي تظافرت فيها جهود الجميع ،من سلطات اقليمية ومحلية وعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية بكل من مدن أزيلال، بني ملال خريبكة أفورار والدار البيضاء التي انضمت عناصرها اليوم الجمعة إلى فريق الانقاذ ، دونما نسيان تعاون ساكنة المنطقة وتضامنها مع عناصر الفريق واسرة الغريقين طيلة أيام البحث .
ورغم نهاية البحث ، لم تنته مأساة العائلة المكلومة التي ابتدأت منذ اللحظة الأولى من الفاجعة فور الاعلان عن غرق الشقيقين ، ورغم هول الصدمة كابدت الأسرة وابقت طيلة أربعة أيام من الحسرة والترقب على أمل واحد فقط ، وهو رؤية جثتيهما لتقنع النفس بعدما ودعتهما إلى متواهما الأخير ..
هكذا انتهت عملية البحث وتكررت ككل سنة ، نفس المأساة التي اضافت رقمين جديدين الى قائمة ضحايا الغرق التي تشهدها معظم اماكن الاصطياف ، وخاصة منابع المياه والبحيرات والاودية ، مع حلول فصل الصيف كل سنة ، والتي تعرف إقبالا كبيرا للشباب خاصة من الفقراء الذين لم يتمكنوا من السفر للاستجمام بمنتجعات خارج الاقليم ، وذلك في ظل انعدام البديل من مسابح وفضاءات ترفيهية للقرب ، ليبقى الخيار الوحيد امام هؤلاء الباحثين عن تخفيض حرارة أجسامهم والاحتماء من أشعة الشمس الحارقة ، سوى الارتماء في مياه البحيرات و الأودية والبرك المائية في غفلة من العائلة أو بخصورها حتى . .
واعاد حادث الغريقين الى الواجهة جملة من التساؤلات ذات صلة بتوسيع العرض الخدماتي والبرامج الموجهة لفئة الشباب بالاقليم ، مع اخذ بعين الاعتبار خاصية كل منطقة وجماعة ترابية ، وذلك من خلال توفير وبلورة فرص لتشغيل الشباب العاطل عن العمل واحداث فضاءات ترفيهية ورياضية ودور الشباب ومسابح للقرب لاحتضان هذه الفئة العريضة التي تعد نواة جيل جديد يجب تاهيله على جميع المستويات لرفع مختلف التحديات المستقبلية والانخراط الجاد والفعال في استكمال ورش البناء والتنمية بالإقليم .
وعلاقة بانتظار تدخل فرق إنقاذ من مدن اخرى عند كل حادث غرق مماثل ، الا ينبغي التفكير في تكوين مختصين في الغوص ، او تعزيز القيادة الاقليمية للوقاية المدنية بفريق مختص لهذه الغاية ، وذلك اعتبارا لشساعة مساحة الإقليم وتعدد نقط الاصطياف التي تكون مسرحا لحوادث مأساوية كل سنة ، بما في ذلك بحيرة بين الويدان على طول امتدادها ، اسكا ، شلالات أوزود والقناة المائية بافورار وغيرها من الأودية ، الامر الذي يستوجب إحداث فريق جهوي او اقليمي مختص في الغوص والانقاذ للتدخل الاني عند كل حادث عوض هدر الوقت في انتظار استقدام منقذين من مدن وجهات اخرى ..؟