كثيرة هي البرامج التي لايمكن لأي قطاع تنزيلها على أرض الواقع دون الانخراط الجاد والمسؤول لكافة الفاعلين و اسهام المجتمع المدني باعتباره شريكا اساسياً لا محيد عنه لتحقيق التنمية المستدامة ، لما له من دور هام وفعال في التوعية والتحسيس بخصوص العديد القضايا ذات الطابع الإجتماعي ،الثقافي و البيئي ، بما في ذلك محو الامية القانونية و الصحية خصوصاً في المناطق الجبلية النائية .
ويبقى اللجوء الى اعتماد وسائل تقليدية بديلة ، من قبيل ختان الأطفال و التوليد ، من أهم الظواهر التي لاتزال تثير جدلا كبيرا بفعل ما قد تتسببه من مخاطر محتملة على سلامة الطفل والام الحامل والجنين على حد سواء .
ويأتي حادث وفاة طفل ،يوم الاثنين الماضي ، متأثرا بنزيف حاد على إثر عملية ختان تقليدية ، بأحد أحياء مدينة أزيلال ، ليعيد إلى الواجهة ، غياب التوعية الصحية لدى بعض الأسر التي قد تفضل ،لسب او لآخر ، إعدار الأطفال على هكذا طريقة ، في حين لا تفصلها سوى أمتار قليلة عن احد المراكز الصحية او المستشفى الإقليمي ..
وعلى الرغم من كون الأغلبية من الاطفال أعدروا من طرف "حجام" ، و استمرار اعتماد هذه الوسيلة بالعالم القروي وخاصة المناطق النائية ، تبقى هذه الطريقة تقليدا متوارثا لا يخلو من اخطار محتملة على حياة الطفل .
في سياق متصل ، ومن الممارسات التي لاتزال تقليدا متوارثا في اواسط العديد من الأسر بالعالم القروي ، وخاصة باعالي الجبال ، اعتماد وسائل تقليدية بديلة خلال فترة الحمل والولادة ، وسيلة ،ورغم نجاعتها في العديد من الحالات ، إلاّ أنها لا تخلو من مخاطر واردة على سلامة و صحة الام والجنين ، ذلك أن العديد من الأسر قد لا تسعف حواملها الى المستشفى إلا بعد فوات الاوان ، مما قد يؤدي بالكثير منهن إلى لفظن انفاسهن الأخيرة بالمستعجلات بسبب وصولهن في حالات متقدمة ، وذلك بالرغم من توفير وسائل تتبع حالة الحوامل بالمركز الصحية ، او خلال الحملات الطبية التي تنظمها المديرية الإقليمية للصحة لهذه الغاية بمختلف الجماعات الترابية بالإقليم .
وإلى جانب توفير المراكز الصحية والعنصر البشري الكفيل بتتبع صحة الأم والطفل ، يبقى دور المجتمع المدني شريكا اساسياً في عملية التوعية والتحسيس التي تظل ضرورة ملحة لتفادي اخطار محتملة بسبب اعتماد وسائل تقليدية بديلة ..
(الصورة تعبيرية )