بعد الماء والخبز ، يبقى توفير حطب التدفئة لمواجهة موجة البرد القارس ،من الاولويات وكابوس يقض مضاجع ارباب العديد من الأسر بأعالي جبال الاطلسين الكبير والمتوسط بإقليم أزيلال ، خصوصا الاسر المعوزة منها التي تبقى الغابة مصدرها الوحيد للحصول على رزمة حطب للطبخ والتدفئة ، كلما اتيحت لها الفرصة لذلك ، بعيدا عن أعين حراس مصالح المياه والغابات بالمنطقة.
كاميرا " أزيلال زووم" كسرت جدار المألوف ل" الميكرو طروطوار " واعدَّت اولى حلقاتها من "ميكرو القمم " ،كرُكن رصدت من خلاله جزءاً من معاناة ساكنة أعالي الجبال في روبورتاج حول تداعيات موجة البرد واكراهات توفير حطب التدفئة في ظل تشديد المراقبة على الغابات ، هذا علاوة على مواكبة " الروتين اليومي" الحقيقي للبؤة الاطلس التي تقطع ما ينيف عن ثلاث كيلومترات كل صباح لجلب الحطب للتدفئة وعلف للماشية ، لتباشر فور العودة اشغال البيت من قطع الاعواد وإعداد الخبز والطعام وتوفير الدفء للاطفال عند العودة من المدرسة ...
نمودج وعنوان المعاناة من جماعة أيت امحمد ،باقليم أزيلال، لعائلات فقيرة تعاني الامرين كلما حل موسم التساقطات وجادت السماء بغيثها واكتست جبال "ازوركي" رداء البياض ، وما يعنيه ذلك من قر وصقيع يجعل الحياة بدون نار 🔥 للتدفئة ،جحيما لايطاق ، برد قارس لايتحمله الكبار فما بالك بالمسنين والصغار ، والمتمدرسين منهم على وجه الخصوص ،حيث لايمكن لهم لا الحفظ ولا مراجعة الدروس بدون دفء ، بدون نار، "فاكهة الموسم " ..
بمركز الجماعة ،روت سيدة بمرارة ،معاناة اسرتها في مواجهة موجة البرد ، واكراهات الحصول على الحطب : " الحطب هو كل شيء هنا ، نُعدُّ به الخبز ووجبات الأكل ونوقد نارا للتدفئة ، و الحياة قاسية بدون نار " ، وتلميذة تختزل سقف مطالبها في الحطب و تقول : " نعاني كثيرا من البرد وبدون حطب لايمكن ان ندرس ...عافاكم جيبو لينا لعواد ..!"
وأوضح احد المواطنين بان " الساكنة تعاني الأمَرَّين للحصول على الحطب باعتباره ضروري في كل بيت للطبخ والتدفئة ، ونطالب مصالح المياه والغابات الى التساهل مع الساكنة المحلية ،وخاصة الاسر المعوزة منها، التي تعتبر الغابة املها الوحيد للحصول على رزمة حطب للتدفئة لمواجهة موجة البرد القارس التي تشهدها المنطقة .
في ذات السياق ، وبعد ان تابعنا عملية جلب الحطب وقطعه وايقاد الفرن لاعداد الخبز ، وطهي وجبة الغذاء ، تحدثت ربة البيت بحسرة عن معاناة اسرتها الفقيرة خلال هذا الموسم ، ذلك انها لا تقوى على شراء الحطب بثمن 50 درهما لحمل دابة بالكاد يكفي لاسبوع ، ولا طاقة لها لشراء حمل سيارة بيكوب ب1000 درهم ، ذلك أن كل مايكسبه رب الأسرة من عرق جبينه يخصص لمصاريف المعيش اليومي ..
ومن أعلى مرتفعات منطقة تامدة المشرفة على جبال "ازوركي " ،والتي تبعد بحوالي 16 كلم من مركز الجماعة الترابية ايت امحمد بإقليم ازيلال ، دعا رئيس المجلس الجماعي ، محمد العلاوي ، (دعا) مصالح المياه والغابات إلى التساهل مع ساكنة المنطقة ، وبالخصوص الأسر المعوزة منها التي تعد الغابة مصدرها الوحيد للتزود بالحطب للتدفئة خلال هذه الفترة التي تشهد فيها المنطقة موجة برد قارس تجعل الحياة بدون نار ، قاسية وشبه مستحيلة مع تدني الحرارة إلى مادون الصفر بدرجات .
في سياق متصل ، وعن معاناة الفلاحين بالمنطقة خلال هذه الفترة من السنة ، اقترح محمد العلاوي ، توفير نقطة لبيع الاعلاف بمركز الجماعة للحد من معاناة الفلاحين أثناء تنقلهم إلى مناطق أخرى خارج الإقليم للحصول على اعلاف لمواشيهم خصوصاً خلال هذه الفترة من السنة التي تشهد فيها المنطقة كما مهما من التساقطات المطرية و الثلجية التي تعزل الساكنة احيانا عن العالم الخارجي ، وما يعنيه ذلك من معاناة البشر والدوائر على حد سواء .
وختم العلاوي ، بتوجيه الشكر إلى السلطات الإقليمية والمحلية على دعمها للساكنة المتضررة من موجة البرد ، والى مصالح المياه والغابات ،على تفهمها وتساهلها مع الاسر المعوزة التي تلجأ إلى الغابة كمصدرها الوحيد للتزود بحطب التدفئة للتخفيف من أثار موجة البرد القارس التي تشهدها المنطقة ..