أزيلال زووم/عبد العزيز المولوع
يعمل مجموعة من شباب بني عياط ، بمركزه او في عدد من الدواوير ، على تخفيف وطأة حالة الطوارئ الصحية على الفئات الأكثر هشاشة بجماعة تعيش على هامش الدينامية الاقتصادية بجهة بني ملال خنيفرة .
مع فرض تدابير حالة الطوارئ الصحية، برزت بين شقوق المجتمع العياطي آلام فئات من المجتمع، كانت متوارية خلف ستار رتابة الحياة اليومية، تتدبر بكرامة واجتهاد قوت يومها ساعة بساعة، متعففة عن الحاجة والسؤال، قبل أن تخضع للقيود المفروضة على التنقل مع انطلاق حالة الطوارئ الصحية.
من بين المبادرات الأولى بالجماعة واحدة لشباب مركز بني عياط بعد انشاء مجموعة على الواتساب ، يقف وراءها شباب جعلوا خدمة الفئات الهشة في مقدمة انشغالاتهم في هذا الظرف الاستثنائي، من خلال توزيع مساعدات على أشخاص أضناهم الحجر الصحي، يتم انتقاؤهم من طرف منسقي المبادرة من الأسر بارتفاع الهشاشة، مع الاحترام التام لكافة الاحتياطات المعمول بها للحد من انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد.
واعتبر رفيق المعروفي ، أحد المشرفين على هذه العملية التطوعية، أن المبادرة جاءت باقتراح من شباب المركز، وبدعم من أهل الخير، لسد الحاجات العاجلة للمتضررين من الأسر المعوزة، معتبرا أن المبادرة التشاركية "سند تطوعي شفاف ومستقل تحركه روح الوطنية المسؤولة لخدمة الصالح العام المحلي".
وتمكنت هذه المبادرة في بدايتها من توزيع مبالغ مالية من فئة 300درهم على أزيد من 256 أسرة حددها تشخيص منسقي الأحياء والدواوير ، قبل أن يقرر أصحاب المبادرة تخصيص مائة قفة غذائية مع بداية شهر رمضان سيتم توزيعها على الأسر المعوزة في هذا الشهر المبارك .
كما قامت مبادرة أخرى جمعوية بتوزيع 60 ظرف مالي على ساكنة دوار تزكي بمبلغ مالي ناهز 12الف درهم اشرفت عليها جمعية تثريت للتنمية والسياحة والثقافة الى جانب تسديد جمعية تيفاوين لشهر من فواتير الكهرباء لعدد من الاسر الفقيرة بالمركز ومحيطه ، قبل أن يتم تاسيس مجموعات على الواتساب بكل من دواري ساغدن وتزكي عرفت جمع عدد من المساهمات المالية مكنت من اقتناء عدد من القفف بدوار ساغدن اما مبادرة تزكي فهي في مرحلة اقتناء المواد التي من المحتمل ان يستفيد منها أزيد من 75 رب أسرة ويتراوح مبلغ القفة الواحدة بين 400و 450درهم ، وتبقى كل هذه المساهمات بفضل محسنين من سكان بني عياط ومن أبنائها بباقي المدن ومن الحالية المغربية المقيمة بالخارج ، في انتظار أن تتواصل العملية مع اتخاذ كل الاحتياطات والتدابير الوقائية والاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا سواء بين المتطوعين أو بين المستفيدين منها.
هذا النفس التضامني دفع بعدد من أبناء بني عياط(تزكي -ساغدن -المركز -افرعص ) في المغرب وخارجه إلى الانخراط دون تفكير في مجموعة "عياطيو العالم في مواجهة جائحة كورونا"، في محاولة لجمع تبرعات ومساعدات تساعد المحتاجين من السكان خلال هذه الحالة، التي تكاد توقف حركة الدورة الاقتصادية في جماعة تشكل الفلاحة وتربية الماشية أبرز ركائز اقتصادها المحلي.
ويقول عبد الحق بورجة ، احد اعضاء مجموعة شباب تزكي للتضامن بلاحدود ، أن فكرة المبادرة جاءت باقتراح من مجموعة من الغيورين على المنطقة لإطلاق مبادرة لمساعدة الأسر المتضررة بدوار تزكي بعد تاسيس مجموعة ساغدن ، مضيفا انه اقترح الفكرة على عدد من الأصدقاء والأقارب القاطنين بمدن أخرى في المغرب وفي الخارج، حيث رحب الكل بالفكرة وتم إنشاء المجموعة على واتساب ، وإضافة كافة الأشخاص الذي قد يقدمون العون اللازم لدعم الأسر المتضررة من الآثار الاقتصادية لوباء كورونا.
وبفضل انضمام الفاعلين في مبادرة التضامن ، تمكنت المجموعة في اقل من اسبوع من جمع غلاف مالي مهم سيتم توزيعه عبر مراحل حيث تهم المرحلة الأولى استفادة حوالي 75 شخص من قفف غذائية سيتم توزيعها خلال اليومين المقبلين ، بينما تتواصل تعبئة التبرعات لإطلاق مرحلة ثانية من المبادرة تشمل مجموعة من الدواوير المجاورة بتنسيق طبعا مع السلطات المحلية وايضا المبادرات الشبابية الاخرى لتحديد المستهدفين غير المستفيدين من باقي المبادرات المقدمة .
هذه المبادرات تسجل الى جانب مبادرات اخرى بعدد من الدواوير بتراب الجماعة الترابية لبني عياط الى جانب مبادرة المجلس الجماعي والمجلس الإقليمي لازيلال حيث تمت تعبئة مواد غذائية ثم توزيعها على عدد من الأسر المعوزة .
ففي فترة الأزمة، يلتف أبناء بني عياط حول التضامن ، يحركهم الحس الإنساني الرفيع للتضامن والتآزر والوقوف جنبا لجنب من أجل تجاوز هذا الظرف العصيب الذي يرخي بظلاله على شريحة واسعة من ساكنة الجماعة .