في إطار برنامج أنشطتها المتنوعة التي دأبت قاعة الحفلات نجمة، التابعة للمركب السياحي الزاهري بأزيلال ،على احتضانها أو تنظيمها منذ افتتاحها ، من امسيات فنية وثقافية ودينية وندوات ؛نظمت إدارة القاعة يوم الأحد 15 اكتوبر 2023 ، حفلا فنيا بهيجا تمحور حول " إحياء أعراس طلحة " ، تمت خلاله محاكاة عرس زفاف امازيغي بمنطقة طلحة بكامل تفاصيل الطقوس والعادات المتعارف عليها و المتوارثة من جيل لآخر منذ القدم .
وعرف هذا الحفل التقليدي الأمازيغي بامتياز ، إقبالا كبيرا وتنظيما مجكما ، حيث توافد على القاعة ما يزيد عن مائتي (200) أسرة ، استمتعت لساعات بطقوس وتقاليد العرس الأمازيغي ، ممزوجة بفقرات فنية من احيدوس والغيطة واهازبج امازيغية محلية ، نالت اعجاب الحضور الذي أعرب عن ارتياحه وسط أجواء الفرحة والانغام الموسيقية والاهازيج الشعبية وابيات من الشعر الأمازيغي الخاصة بعرس الزفاف .
ويهدف هذا الحفل الى تعريف الجيل الصاعد بغنى موروثه الثقافي والفني، و الطقوس والعادات الأمازيغية الخاصة بالأعراس ،وذلك في سياق زمني بدأت فيه بالانقراض ، مما يجعل من الحفاظ عليها تحديا كبيرا ، خصوصاً امام عزوف الكثيرين من الشباب على اعتمادها في أعراس الزفاف وتفضيل العادات العصرية، رغم كون الزوجين امازيغيين معا في العديد من الحالات ..
وتابع الحضور خلال فقرات هذا الحفل ، كل ما يتعلق بعرس زفاف امازيغي بمنطقة طلحة ، بدءا من الخطوبة و ليلة الحناء باهازيجها وطقوسها وزفة العروس الى بيت الزوجية ، فيما قدم الفاعل الجمعوي السيد ابراهيم مجاهد ، عبر مكبر الصوت ، الشروحات الخاصة بهذه الطقوس والعادات الأمازيغية الخاصة بالأعراس، والتي دونها في كتابه " أعراس قبائل أزيلال " .
وفي هذا الصدد دعا الفاعل الجمعوي ، السيد محمد اولمير ، الى تعبئة مختلف الفاعلين والمهتمين بالشان والثقافة الامازيغيين ،الى الالتفاف حول هذا الموروث الثقافي والفني ، الذي يتميز عن غيره في مناطق اخرى ، بغنى طقوسه وتقاليده الضاربة في عمق تاريخ الأمازيغ ؛ معربا عن خالص وشكره وتقديره الى المنظمين لهذا الحفل ومن خلالها الى كل المبادرات الرامية إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والفني الأمازيغي ..
وفي أعقاب هذا الحفل ، ابى المشرف على قاعة الحفلات نجمة ، زكريا المحمدي ، وباسم إدارة المركب السياحي الزاهري ، إلا أن يشكر الحضور من عائلات وفعاليات المجتمع المدني وكل من ساهم في تنظيم وانجاحه من عاملات وعمال القاعة وساكنة طلحة على وجه الخصوص ...