فتحت السلطات الفرنسية تحقيقا قضائيا في اتهامات لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالضلوع في أعمال تعذيب بسجون يمنية تسيطر عليها قوات إماراتية، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب).
وتقدم ستة يمنيين ببلاغ إلى قاض متخصص في الجرائم ضد الإنسانية في باريس. ويقول المحامي جوزيف بريهام إن لديه أمل كبير في العدالة الفرنسية.
ويمكن النظر في مثل هذه الاتهامات أمام القضاء الفرنسي على أساس "الولاية القضائية العالمية" والتي تمكن المحاكم الفرنسية بالنظر في تلك البلاغات، حتى لو أن الجرائم المزعومة قد تمت في أراض أجنبية، وذلك خلال وجود المعنيين بها في فرنسا أو في حال زيارتهم لها.
وكان تحقيق أولي قد فتح في تشرين الأول/أكتوبر 2019 في باريس ضدّ بن زايد، إثر بلاغين خلال زيارة رسمية قام بها إلى باريس في تشرين الثاني/نوفمبر 2018.
وتركز فحوى البلاغين على أعمال تعذيب يزعم أنها ارتكبت في مراكز اعتقال تخضع لسيطرة الإمارات على الأراضي اليمنية وأن بن زايد، نائب القائد العام للقوات المسلحة الإماراتية، هو من أصدر الأوامر لتنفيذ هذه الانتهاكات.
وينظر إلى بن زايد على أنه حليف وثيق لولي عهد السعودية محمد بن سلمان – وعلى أنه أحد أكثر القادة نفوذاً في المنطقة، وأنه يرتبط بصلات وطيدة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وكانت الإمارات قد قررت دعم المملكة العربية السعودية منذ بداية تدخلها العسكري في اليمن عام 2015، بتوجيه ضربات جوية ضد الحوثيين.
وأدى النزاع المستمر منذ خمس سنوات في اليمن إلى تدمير البلد؛ حيث تشير تقارير إلى أنه أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، وعن أكبر أزمة إنسانية في العالم.
وبحسب تقرير أممي رفع إلى مجلس الأمن الدولي بشأن الأطفال والنزاع المسلح، فقد تم تأكيد حدوث 4042 انتهاكا جسيما استهدف 2159 طفلا في اليمن السنة الماضية.وإجمالا، قُتِل 395 طفلا كما أصيب 1447 آخرون على الأقل.
وجاء في التقرير أن الحوثيين تسببوا في مقتل أو إصابة 313 طفلا، بينما تسبب التحالف بقيادة السعودية في مقتل أو إصابة 222 طفلا، كما تسببت القوات المسلحة اليمنية التي يدعمها التحالف في مقتل أو إصابة 96 طفلا، وكذلك تسببت فصائل مسلحة مناوئة للحوثيين في مقتل أو إصابة 51 طفلا.
(المصدر : بي بي سي)