انت الآن تتصفح قسم : أخبار وطنية ودولية

أكثر من 50 قتيلا و20 جريحا ، حصيلة هجومين على مسجدين بنيوزيلندا ، شهود عيان وناجين يروون عن لحظات رعب وهول الفاجعة ..

.
وكالات
اكثر من خمسين قتيلا و عشرين جريحا ، هذا ما أسفر عنه إطلاق نار على مسجدين مليئين بالمصلين، كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مدينة كرايست تشيرتش بنيوزيلندا، فيما أعلنت السلطات النيوزيلندية عن اعتقال 4 أشخاص وتفكيك  عبوات ناسفة، في هجومين اعتبرا الاكثر دموية في تاريخ البلاد و لقيا إدانة دولية واسعة .
وروى شهود عيان تفاصيل ومشاهد مرعبة لحادث إطلاق النار الجماعي على مسجدين، والذي يعد الأكثر دموية في تاريخ نيوزيلندا ،حيث وصف أحد الناجين من إطلاق النار في "مسجد النور" كيف ركض من أجل إنقاذ حياته أثناء إطلاق الرصاص، إذ قال نور حمزة (54 عاما): "عندما بدأ إطلاق النار هربت مع العشرات إلى الخارج واختبأنا خلف السيارات في موقف السيارات الخلفي للمسجد".
وأضاف: "استمر إطلاق النار لمدة 15 دقيقة على الأقل"، مشيرا إلى أن الشرطة اقتحمت المبنى فيما بعد، ورأى حمزة الجثث ملقاة عند المدخل الأمامي للمسجد. ثم نظر من نوافذ المسجد ورأى "أكواما من الجثث".

وقال حمزة، الذي جاء من ماليزيا في أوائل الثمانينيات للدراسة قبل أن يستقر عام 1998، إنه "ذُهل من مذبحة اليوم"، وتحدث بينما كانت ملابسه ملطخة بالدماء وهو يساعد الجرحى: "هذه كارثة لنيوزيلندا. يوم أسود"، وفق ما نقلت صحيفة "هيرالد" النيوزلندية.

أما موهان إبراهيم، وهو واحد من حوالي 400 شخص كانوا يصلون داخل المسجد النور، فتحدث قائلا: "عندما بدأ إطلاق النار كنت في الغرفة المجاورة ، وفجأة وجدت الناس يركضون من أجل حياتهم".

وتابع وهو يبكي: "الكثير من الناس قتلوا وجرح كثيرون. وجدت فتاة ميتة في منتصف الطريق".

وأشار إبراهيم إلى أن أصدقاءه، الذين كانوا في المسجد الآخر في لينوود اتصلوا به قائلين إن إطلاق النار وقع هناك في نفس الوقت.

من جانبها، أخبرت صوفي نيرز (19 عاما) الصحيفة أن صديقها اتصل بها وهو يصرخ بأنه أصيب بطلق ناري في ساقه وكان في حالة هستيرية. لقد كان يصرخ ويقول إن أعداد كبيرة الناس قتلوا ثم أنهى المحادثة".

وروى أيضا أحد سكان كرايس تشيرش أن سمع إطلاق نحو 40 رصاصة، وهرع مع 3 من زملاءه لمساعدة أحد الفارين من المذبحة إلى منزله لمساعدته بعد إصابته بطلق ناري في ساقه، وقال: "اتصلنا بالإسعاف والشرطة وضغطت على الجرح".

وفي مشهد آخر، ذهب رحيمي أحمد (39 عاما) لأداء صلاة الجمعة في مسجد النور مع ابنه (11 عاما) كما يفعل كل أسبوع، وتقول زوجته، أزيلا، إنها تنتظر بفارغ الصبر أن تعرف مصيره، إلا أنها تلقت مكالمة من صديقتها أن ابنها آمن، لكن يعتقد أن رحيمي كان داخل المسجد وقت إطلاق النار.

وأوضحت صديقتها لأزيلا أن ابنها كان يلعب في خارج المسجد عندما سمع صوت إطلاق النار، فأمسك به أحد المصلين واقتاده إلى المنزل المجاور.49 شخصا وجرح 20 أخرين على الأقل في هجومين استهدفا مصلين في مسجدين في مدينة كرايست شيرش في نيوزيلندا.

وأكدت الشرطة أنه تم توجيه تهمة القتل لرجل في أواخر العشرينات من العمر وسوف يمثل أمام المحكمة صباح يوم السبت.

ووصفت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أردرن، إطلاق النار بأنه هجوم مخطط له جيدًا، وقالت "كان هذا أحد "أحلك الأيام في بلادنا".

وأضافت في مؤتمر صحفي: "من الواضح لدينا الان أنه يمكن وصف ذلك بأنه هجوم إرهابي".

ووصف رئيس الوزراء الأسترالي "سكوت موريسون" منفذ الهجوم المسلح، والذي يحمل الجنسية الأسترالية، بأنه إرهابي من"اليمين المتطرف".
مواضيع قد تهمك

وقال مفوض الشرطة في المدينة، مايك بوش، إن رجلين آخرين وامرأة احتجزوا، كما صودرت أسلحة نارية في مكان قريب من الحادث.

وأضاف أن أحد المحتجزين أطلق سراحه فيما بعد ، بينما كان الضباط يحققون فيما إذا كان الإثنين الاخرين على صلة بالحادث.

و عثرت الشرطة على العديد من العبوات الناسفة في سيارة مملوكة لأحد المشتبه بهم.

وبث المسلح لقطات حية من الهجوم الذي نفذه على فيسبوك عن طريق كاميرا مثبتة على الرأس، وأظهرت اللقطات لحظات اطلاقه النار بشكل عشوائي على رجال ونساء وأطفال من مسافة قريبة داخل مسجد النور.

ودعت الشرطة الجمهور إلى عدم نشر وتبادل مقاطع الفيديو "المفجعة" على الإنترنت. وقال فيسبوك إنه أزال حسابات المسلح على فيسبوك وانستغرام وإنه يعمل على إزالة أي نسخ من اللقطات الدموية.

ويبدو أن المشتبه به الذي وجه إليه الاتهام قد نشر بيانًا قبل الهجوم يوضح فيه نواياه، حيث عرف نفسه بأنه مواطن أسترالي يبلغ من العمر 28 عامًا وأنه اعتنق أيديولوجية اليمين المتطرف المناهض للهجرة.

وأفاد شهود عيان لوسائل إعلام محلية بأنهم لاذوا بالفرار هربا من إطلاق النار وشاهدوا عددا من المصابين على الأرض خارج مسجد النور.

وأغلقت الشرطة كل المساجد في المدينة كما وضعت حراسة مشددة حول كل المدارس.

وقال مهان إبراهيم الذي كان موجودا وقت الهجوم لصحيفة هيرالد "في البداية أعتقدنا أن عطلا كهربيا وقع ثم فجأة بدأ كل الأشخاص في الفرار"، مضيفا "لا يزال أصدقائي في الداخل".

وكانت صحيفة هيرالد قالت إن منفذ الهجوم يعتقد أنه استرالي كتب بيانا أوضح فيه نواياه. وجاء في البيان دعمه لإيدولوجية اليمين المتطرف وسياسة معاداة المهاجرين.

لم يكشف بعد عن تفاصيل وتطورات الهجومين اللذين استهدفا المسجدين ولكن المعلومات المتاحة جاءت عن طريق روايات شهود العيان لوسائل الإعلام المحلية.
قال شهود عيان في مسجد النور، ويقع وسط مدينة كرايست تشيرش قبالة متنزه "هاغلي بارك"، إنهم شاهدوا جرحى ينزفون على الأرض أمام المسجد.
وروى أحد الناجين من الهجوم للتلفزيون النيوزيلندي ما شاهده قائلا إن "المهاجم أطلق النار على شخص في صدره"، موضحا أن الهجوم ربما "استغرق 20 دقيقة وسقط فيه 60 مصابا على الأقل".
ويعتقد أن المهاجم استهدف أولا مصلى الرجال قبل أن يتوجه إلى مصلى السيدات في المسجد.
وقال الناجي من الحادث "كل ما فعلته هو الانتظار والصلاة، لقد رجوت الله أن تنفد الذخيرة مع المسلح".
وأضاف قائلا "لقد أطلق النار هنا ثم انتقل إلى مصلى النساء وفتح النار هناك، لقد سمعت أن إحدى السيدات قتلت".
وقال رجل فلسطيني، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأسوشييتد برس، أنه سمع إطلاق نار سريع، وشاهد رجلا على الأرض وقد أطلقت رصاصة في رأسه.
خريطة
وأضاف "سمعت ثلاث طلقات سريعه، ثم بعد حوالي 10 ثوان بدأ إطلاق الرصاص مرة أخرى" وقلت "يجب أن تكون تلقائية، لا يمكن لأحد أن يسحب الزناد بهذه السرعة، شاهدت الناس يهربون خارج المسجد، وكان بعضهم مغطى بالدماء."
وأخلت الشرطة مسجدا آخر في ضاحية لينوود، وقال مفوض الشرطة إن "ضحايا سقطوا في موقعين مختلفين" في المدينة لكن دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
"كيف تعاملت السلطات مع الحادث"؟

أعلنت هيئة الصحة في تفعيل خطة الطوارئ في المدينة وتشمل توفير أماكن للعلاج في المستشفيات، ولكن المتحدثة باسم الهيئة لم تكشف عن عدد الأشخاص الذين استقبلتهم المستشفيات.
وأخلت الشرطة ساحة الكاتدرائية في المدينة حيث كان الآلاف من الأطفال يشاركون في مسيرة تطالب بالتحرك ضد التغير المناخي، فيما قال مفوض الشرطة "الموقف في كرايست تشيرش خطر وفي تطور مع وجود مسلح في المنطقة". وأضاف "الشرطة تتعامل مع الموقف بكل قدراتها ولكن الخطر يظل كبيرا".

وطالبت الشرطة المواطنين في المدينة بالابتعاد عن الشوارع والبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر".