انت الآن تتصفح قسم : مقالات الرأي

قافلة المغرب ونباح الإعلام الجزائري

أزيلال زووم 
بقلم : عبد القادر كلول
منذ القدم قال ،سقراط إن قصر النظر هو الذي قاد الانسانية الى قتل حكمائها!
يبدو أن دورات التاريخ ما تزال تتكرر. 
فما أكثر قصار النظر في زمننا هذا ،والنماذج أمام اعيننا لا تحجبها المسافات. 
صحافيو الجارة الشرقية أبوا مؤخرا إلا أن يستقوا من قاموس الهذيان معينهم، لا يمر يوم دون التطاول على المغرب ورموزه، ولعل أبشع ما اهتدوا إليه بعد الانهزامات المريرة المتتالية التي تجرعوا لظاها هو العفن الذي قدمته قناة الشروق، طبخة نتنة أعدت برداءة في مطبخ الجنرالات موجهة للرأي العام الجزائري ولبقية العالم قصد التضليل. وهم بذلك يسوقون للانحطاط الذي بلغوه بعد سنين من دعمهم لطغمة مارقة من المرتزقة وخونة الوطن.
لو كان لديهم ذرة من حكمة لصمتوا ولأفسحوا المجال لصوت العقل ليريهم ملامح الطريق السليم. ولكن الغباء المزمن أبى إلا أن يضع على عيونهم غشاوة ويجعلهم لا يرون أبعد من أنوفهم. انتقدوا المغرب وملكه لما أعاد فتح قنوات الاتصال مع دولة إسرائيل، لبسوا أقنعة الحقوقيين وتجار الدين، مُدّعين الدفاع عن القضية الفلسطينية. وكم كانت عورتهم سافرة لما اكتشف العالم فيهم أغبياء خانتهم الحكمة واستعاضوا عنها بالصراخ والنباح.
أنا لا اعتقد أن مصلحة فلسطين وقضية فلسطين هي من أخرجتهم من جحورهم ليدافعوا عنها، ولا محنة الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال لانهم لو تمعنوا قليلا لوجدوا انهم يؤذون تلك القضية ويخونون ذلك الشعب أكثر من كل الخائنين. إنهم مازالوا يتمسكون بتلك الطرق القديمة في حل النزاعات، ويرددون نفس الشعارات البائدة ويدعون الى تلك المظاهرات المائعة التي لا تقدم ولا تؤخر، بل تخدم فقط مصالحهم أكثر من مصالح الفلسطينيين. لقد تفطن الملك محمد السادس بفطرة الحكماء الى كون المجتمع العربي يضج بأمثال هؤلاء الصحفيين المراهقين الذين لا يمتون للاعلام والتنوير بصلة، لذلك أعلن فور انتهائه من مكالمة الرئيس ترامب عن مكالمة اخرى للرئيس الفلسطيني محمود عباس أخبره فيها أن المغرب لم ولن يتخلى عن القضية الفلسطينة لانه كان يعرف- وهذا دأب الملوك العلويين الشرفاء- أنه حان الوقت لتغيير استراتيجيات الدفاع عن المصالح، مؤكدا أن القضية الفلسطينية هي في نفس مرتبة قضية الصحراء المغربية. وهذا يعني لمن لا يفهمون بُعد نظر صاحب الجلالة أن حل القضيتين لن يتأتى إلا اذا كنا في موقع قوة. فالعالم لا يعترف بالمفاوض الضعيف الذي لا يمتلك اوراقا رابحة في اللعبة السياسية الدولية.
والمغرب بات وشيكا من امتلاك هذه القوة الناعمة بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء واتفاق اعادة ربط الجسور بدولة اسرائيل. ومن بين الأوراق الرابحة التي يمتلكها المغرب لمن أراد أن يعرف هي الجالية المغربية داخل الدولة العبرية، وهي بالمناسبة ليست أية جالية، إنهم مغاربة الدم والانتماء، لا يتوانون عن شعورهم بفخر الروابط التي تجمعهم بوطنهم الأم، وهم من خيرة الطاقات في السياسة والاقتصاد والثقافة والفن وغير ذلك، بل منهم من يتبوأ مناصب المسؤولية الحساسة في هرم السلطة الحاكمة. كل هذا لأقول للمطبلين ومثيري الضجيج الإعلامي السخيف بأن المغرب خير من سيخدم القضية وخير من سيدافع عنها بصمت دون بهرجة. وحتى الرئيس عباس استوعب رسالة الملك وحَجْم دور المملكة ولم يخرج لحد الآن بأي تصريح منتقد للخطوة المغربية في اتجاه السلام.
لقد أفنى المغرب 45 سنة من زمن التنمية في محاربة الأعداء لحسم معركة الصحراء، ما فوت عليه وعلى القضية الفلسطينية الكثير من الفرص من أجل تحقيق الانعتاق. وماذا لو أن هذه الأبواق المحبطة سخرت اصواتها منذ الأزل لصناعة وعي حقيقي في اوساط المجتمع العربي وأبلغوا رسائل الحكمة بكون الوضع لا يحتمل اهدار المزيد من الوقت في الصياح العقيم والانتقاد من اجل مصلحة شخصية آنية على حساب قضايا الأمة العميقة. وأن المعركة الحقيقية ليست هي معركة المنابر والميكروفونات ودغدغة العواطف والتنطع من داخل قنوات يصرف عليها العسكر وإخوان أردوغان لبث الفتنة ونفث السموم. أليس المغرب بلد يستحق دعم جهوده لاستكمال وحدته الترابية شمالا وجنوبا بدل قصفه من داخل أراض سبقتنا إلى التطبيع وخطب ود الاسرائيليين منذ زمن خلا. مالهم كيف يحكمون؟!
لقد أصبحت مغربية الصحراء ضربة لازب(لازما ثابتا) على الرغم من كل المعارك الوهمية التى نسفتها الوقائع على الميدان، وهذا ما جعل ألاعيب من ألفوا الصيد في المياه العكرة تنكشف وينفضح بطلانها، بفضل حنكة جلالة الملك وبسالة الشعب المغربي العظيم الذي يقف في هذه الظروف العصيبة سدا منيعا أمام الحملة الشعواء التي يشنها المرتزقة بمختلف تلاوينهم سواء مرتزقة جمهورية الموز او مرتزقة المكاتب المكيفة او مرتزقة المنابر والمساجد وكل من باع شرفه رخيصا مقابل الجاه والدولار.
 ولا عزاء للحاقدين.