المكان ليس بضواحي كابول او تعز اليمنية ،وانما بحي تابع للمركز الحضري لمدينة أزيلال،ولا يبعد عن مقر المجلس البلدي إلا بعشرات الأمتار، شأنه في ماطاله من تهميش، كشأن غيره من الأماكن التي لا تطأها اقدام المنتخبين سوى ايام موسم الحملات الانتخابية والوعود الوردية التي تتغنى بتوفير محيط يليق بالعيش الكريم والسكن اللائق وفق برامج التأهيل الحضري والتهيئة العمرانية...حي اجمل ما فيه تسميته المتناقضة مع الواقع في حين لا علاقة تجمعه بالتقدم غير الخير والاحسان ،والتسمية..!
هنا ، انقشع الغبار عن حقيقة الوعود الوردية للانتخابات، وانقلبت احلام الدعاية إلى كابوس يستحيل تكذيبه ،في ظل ما كنت شاهد عيان على حقيقته لأكثر من ولاية إنتخابية منذ ستة عشر سنة خلت ...
هنا ، العبث في ابشع مظاهره واقصى تجلياته ،وهنا تفاصيل حكاية معاناة عمرت طويلا،على امل وعود وبرامج ورقية مستنسخة لم يتحقق منها اي شيء ،على الاطلاق ،و على نفس اسطوانة الوعود الكاذبة بتوفير ولو مسلك بسيط يضمن للساكنة الولوج إلى المدينة ،ذلك أن المكان لا يتوفر سوى على مسلكين ،اولهما درج طويل يخيل لسالكه كأنه صاعد الى السماء ،فيما الثاني تحت رحمة صاحب بقعة أرضية و ملاك الأرض المجاورة لممر ،تارة مغلق بالحفر وتارة أخرى بانجراف الأتربة عند كل تساقطات ....
منذ سنة 2007 ، لم المس اي اهتمام من الذين وعدوا الساكنة بالاصلاح والتغيير وتوالوا على تسيير الشأن المحلي،والذين لم يتواضع احدهم يوما حتى في زيارة خاطفة لتفقد احوال من اوصلوهم باصواتهم الى مراكز القرار ..
في سياق متصل ،تجدر الإشارة إلى أننا صنفنا المكان غيرما مرة في قائمة النقط السوداء بالمدينة ،باعتباره مرتعا للشمكارة منذ بداية فصل الربيع والى نهاية الصيف ، ولم تسجل سوى المجهودات الأمنية في حملات تمشيطية للسهر على راحة وامن الساكنة بهذه النقطة السوداء ...
المكان المعني يعد نقطة فصل بين المجالين الحضري والقروي ،ويعيد إلى الأذهان ملف الأراضي ونزع الملكية ومساطرها ، ولربما سيظل على ماهو عليه الى اجل غير مسمى ،اذ في هذا الصدد ،تجدر الإشارة إلى أننا سجلنا شكاية شفهية لدى السلطات المحلية بخصوص عملية الحفر المتكرر للممر الوحيد المستعمل للولوج الى المدينة ،من طرف شخص مولوع بالحفر والفأس في كل الاوقات ،في مكان ستحضى ساكنته ،سيرا على ماجرت به العادة ، بزيارات موسمية و سيتلون الممر بالوان الطيف ، وسط ابتسامات عريضة وإعادة نفس اسطوانة الوعد الكاذب الذي لم يتحقق منذ سنة 2007 ...
(يتبع...)