أزيلال ..المركز الثقافي وفضاء الذاكرة التاريخية ينظمان ندوة بمناسبة الذكرى ال81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال
أضيف في 12 يناير 2025 الساعة 56 : 12
أزيلال زووم ـ ايت لحسن
احتضنت قاعة العروض بالمركز الثقافي لأزيلال ، زوال يوم السبت 11 يناير ، ندوة علمية تخليدا للذكرى الواحدة والثمانين(81) لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، من تنظيم إدارة المركز الثقافي وبتعاون مع إدارة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بأزيلال .
وبهذه المناسبة ، قدم الأستاذ محمد خويا ، المشرف على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بأزيلال ، طالب باحث في سلك الدكتوراه بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال ، عرضا مفصلا تطرق من خلاله للسياقات التاريخية الوطنية والدولية لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وفي مستهل كلمته، ابرز محمد خويا ، أهمية تخليد هذه الذكرى التي تعتبر محطة حاسمة في تاريخ المملكة المغربية ، وبان تخليدها يروم بالاساس تذكير الأجيال الصاعدة بتاريج اسلافهم وتضحياتهم من أجل الاستقلال وترسيخ قيم المواطنة لدى الأجيال الصاعدة.
وعرج السيد خويا على السياق التاريخي الوطني والدولي لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال ، مسلطا الضوء على فترة الحماية ، او فترة "السيبة"، حيث كانت مختلف القبائل تعيش خارج السيادة الفرنسية ، والتي جعلها المستعمر غطاءً تمهيديا للاستعمار المباشر ، مشيرا إلى أنه بعد فرض الحماية وتوقيع المعاهدة بتاريخ 30 مارس 1912 بمدينة فاس ، انتفضت القبائل المغربية وتعبأت للمقاومة في مختلف المناطق ، كما جاءت الحركة الوطنية للرد على الاستعمار ، حيث تأسست عدد من الهيئات السياسية التي بادرت الى تعرية سياسة المستعمر ونواباه لبسط الاستعمار في المغرب وعدد من المستعمرات بأفريقيا ، حيث توجت المقاومة المغربية في اصدار وثيقة المطالبة بالاستقلال ، والتي تم التوقيع عليها بمدينة فاس بعد نهاية الحرب العالمية الأولى سنة 1944،
وذكٌر محمد خويا بوثائق سابقة على وثيقة 11 يناير 1944 ، والمتمثلة في الوثيقة المشتركة بين حزب الإصلاح الوطني برئاسة المرحوم عبد الخالق الطريس وحركة الوحدة المغربية برئاسة الشيخ محمد المكي الناصري اللذان شكلا في 18 ديسمبر 1942 هيئة مشتركة أطلق عليها اسم الجبهة القومية للحركة الوطنية ، حيث اعلن الحزبان في 14 فبراير من سنة 1934 ،وثيقتهما المشتركة المطالبة باستقلال المغرب ووجهها الى جلالة السلطان محمد بن يوسف والى خليفته في المناطق الشمالية بالنفوذ الاسباني شمالا وجنوبا سمو الأمير مولاي حسن بن المهدي، والى قناصل الدول المعتمدين في طنجة وكثير من الدول بما فيها دول معسكري المحور والحلفاء باستثناء اسبانيا .
وقد عملت الوثيقة على توحيد طموحات كل الفئات الشعبية المغربية، واتخذت من القاعدة الشعبية أساسا لنجاحها، حيث كان إدراج هذا المعطى ثمرة تشارك بين منسقي الوثيقة والعرش بل إن هذا المعطى (أي التركيز على طموحات كل الفئات الشعبية ) كان نصيحة ذهبية من السلطان محمد الخامس إلى منسقي الوثيقة، كما ان جرأتها أشعلت من جديد روح الاحتجاج في الاوساط الشعبية بعد أن بدأ اليأس يتسرب إلى النفوس عند نهاية المقاومة المسلحة الأولى.
وفيما يخص خصوصيات وثيقة 11 يناير 1944، فعلى المستوى الوطني، اكتسبت مشروعية ملكية وشكلت عقدة ميثاق بين الحركة الوطنية و جلالة الملك حول مبادئ السيادة والاستقلال والحرية والشورى، و خلفت آثار عديدة وملموسة على الميدان، حيث خلق اصدارها وتقديمها اعتقالات بالجملة للوطنيين ونفي البعض منهم وذلك موازاة مع احتجاجات شعبية مكثفة خلفت عددا مهما من الشهداء والمعتقلين.
وقد تجاوزت الوثيقة المنطق الحزبي الضيق الى الوعي الوحدوي الوطني ، حيث جعل من الاحتفال بها احتفالا وطنيا لم يعد يقتصر على حزب الاستقلال درء لنزعة التمركز على الذات لدى بعض مكونات الحركة الوطنية، ولكن احتفالا لكل الفئات المناهضة لنزاعات التمركز.
ولقي هذا العرض تفاعلا كبيرا من طرف التلامذة الذين تابعوه بامعان كبير ، واختتم بمعرض لصور ملوك الدولة العلوية الشريفة ..