أزيلال زووم _ أ.مصطفى
في موكب جنائزي مهيب ، يتقدمه أفراد العائلة والأصدقاء ، شيع ، بعد صلاة اليوم الجمعة بالمسجد الاعظم بمدينة أزيلال ، جثمان المرحوم ، سمير بقالي ، إلى مثواه الاخير حيث ووري الثرى بالمقبرة المحادية للمركب الرياضي لأزيلال.
وقد غادرنا المشمول برحمة الله ،إلى دار البقاء، زوال يوم امس الخميس 9 فبراير، على إثر نوبة قلبية مفاجئة عجلت بوفاته بمستعجلات المستشفى الإقليمي لأزيلال.
وبرحيله ، تكون الساحة الرياضية ، وكرة القدم خصوصاً ، قد فقدت احد رجالاتها الاقوياء البررة الذين قدموا الكثير لكرة القدم بالمدينة من الذين ذهبوا كما اشتغلوا في صمت دون التفاتة ولا اهتمام قيد حياتهم ، رحل سمير ليلتحق بمن سبقوه الى دار البقاء ، من الاطر الرياضية امثال المغفور لهم محمد الطالب ، سعيد قاهير واحمد الزهيري ..، وثلة ممن سيخلدون في الذاكرة الرياضية بمداد الفخر والاعتزاز، رصيدا مشرفاً من العطاء والتضحيات الجسام ، عطاء بسخاء سيتذكره جيل بأكمله من مختلف الفئات العمرية ، الذين تعلموا على أيديهم ابجديات وتقنيات كرة القدم ، حيث صُقلت مواهبهم بمدرستي الإتحاد الرياضي والرجاء الرياضي ، اللتان كان لهما الفضل الاول في ابراز مجموعة من المواهب الكروية التي صطع نجمها عاليا في الملاعب الرياضية وصنعت لنفسها اسما ومركزا بعدد من الأندية .
وعلاوة على الجدية في العمل بتفان ونكران الذات ،يشهد لفقيد كرة القدم ، سمير بقالي ، بالكفاءة المهنية العالية كاطار تقني ومدير اداري ، حيث كان اول من شغل هذا المنصب ،بعدما دعا الى إحداثه لأول مرة في تاريخ الاتحاد الرياضي لأزيلال ، كشرط اساسي خلال فترة الإعداد للجمع العام لتجديد اعضاء المكتب المسير الحالي ، مقابل تخليه عن عضويته في المكتب ...، وكذلك كان الاتفاق على الاشتغال بعقدة عمل مدتها اربع سنوات وبراتب شهري حدد في أربعة آلاف درهم ...
الى ذلك ، و بعد ايداعه لشكاية الطعن في ملفات النادي لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ، بعد شهر من العمل فقط ، ظل المرحوم يردد والى اخر ايام حياته ، كلمات وازنة سيظل صداها رنانا ومدويا في اذني وآذان كل من سمعها منه يوما :" انا غادي غادي ، وغادي نخليها متورخة ، كأول واحد انتفض ضد الفساد الرياضي بأزيلال..انا مكنطلب غير تطبيق القانون .."
رحل ولم يكتب له تحقيق أمنيته البسيطة في الشكل والمضمون والمتمثلة اساسا في " تطبيق القانون .. لا اكثر " ..
ورغم الرحيل سنشهد ومعنا التاريخ وكثيرون من شرفاء هذا الإقليم ، انك كنت اول من خلق الحدث والاستثناء في تاريخ كرة القدم ، كأول من انتفض في وجه الفساد الرياضي بمدينة ازيلال...
وإلى ذلك نجدد العهد والقسم ونشهد الله وملائكته وحملة عرشه اننا لن ننساك ، وسنواصل المشوار ضد الفساد وكل مفسد رياضي ، وسنكون القلم الاحمر الكفيل بتصحيح كل المغالطات التي قد تنسب عبثاً الى اسمك بعد الممات ، اكراما لروحك الطاهرة ونزولا عند العهد الذي قطعناه على انفسنا حينما تموضعنا في خندق واحد واعلنا جهرا الانتفاضة ضد الفساد الرياضي بكل تلاوينه في سبيل الارتقاء بالمنظومة الرياضية الى مستوى التطلعات ....
رحم الله سمير بقالي ومن سبقوه الى دار البقاء ، سائلين الله لهم الرحمة والمغفرة والعتق من النار ، ولاهلهم وذويهم جميل الصبر وحسن العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون .