"بدون إرادة حقيقية ورؤية مستقبلية واضحة ، ورغم البنيات التحتية الرياضية وملاعب القرب و الدوريات ومختلف التظاهرات المحلية ، لا يمكن النهوض بكرة القدم والارتقاء بها الى مستوى التطلعات ، إلا بالاستثمار الجاد والفعال في العنصر البشري وتمكين الرياضة بمختلف أنواعها من المساهمة في التنمية المحلية، عوض اقتصار اهداف المنظومة على الممارسة كهواية او في اوقات الفراغ ،واستهلاك المنح ،لا اكثر دون الكشف عن تقارير صرفها ؛ الأمر الذي لن يتسنى إلا بتظافر جهود كافة المعنيين ، لبلورة آليات ووضع خارطة طريق مستقبلية للنهوض بالقطاع وتأهيله للقيام بدوره التنموي ..."
فعلى بعد شهر ونصف فقط على بداية الموسم الكروي 2022-2023 ، وفي الوقت الذي بادرت فيه أغلب الفرق الى عقد جموعها العامة وهيكلة صفوفها وتعزيزها بانتدابات جديدة استعدادا للموسم القادم ، لايزال المكتب المسير لجمعية الاتحاد الرياضي لكرة القدم لأزيلال، لم يحدد بعد تاريخ جمعه العام السنوي ،وذلك حسب ما اكده الكاتب العام للجمعية في اتصال هاتفي مساء اليوم الاثنين فاتح غشت .
واثار "تماطل" المكتب المسير المنتهية ولايته مع انتهاء الموسم الماضي في متم شهر يونيو 2022 ، في عقد الجمع العام أو حتى تحديد موعد لذلك ، (اثار)العديد من التساؤلات ذات صلة باسباب هذا التماطل وتداعيات عدم عقد الجمع العام داخل الحيز الزمني المحدد لذلك وفق القانون التنظيمي ،خصوصاً وانه لم يتبقى متسع من الوقت على بداية البطولة ، حيث اصبح المكتب الحالي ملزما بعقد جمعه العام مُستوفي الشروط القانونية لانتخاب لائحة مكتب جديد لتدبير امور الفريق والاستعداد للموسم القادم .
وقد تمكن المكتب من الحفاظ على بقاء الفريق بالقسم الثاني هواة ، بعدما كان قاب قوسين أو أدنى من النزول ، منهياّ الموسم الماضي كسابقه، على نفس ايقاع الارتجالية والازمات المتكررة وما يواكبها من معاناة اطر ولاعبي الفريق لعدم توصلهم بمستحقاتهم ، دونما نكران ما يوازيها من معاناة المكتب الذي عجز غيرما مرة في توفير المستحقات ومصاريف التحكيم والتنقل للعب خارج الميدان ، فيما عانى من امتناع الفريق عن اللعب احيانا ، و لعل ان أسوء مثال على ذلك ما وقع ليلة شد الرحال الى مدينة اسفي لإجراء اخر مباراة في الموسم ، حيث انه لولا تدخل الرئيس السابق للفريق واحد الفاعلين الرياضيين لاقناع اللاعبين على الذهاب لتفادي الخسارة بالفورفي، لما خرج الفريق من عنق الزجاجة وضمن البقاء ضمن القسم الثاني .
واعتبارا لكون العديد من فرق الهواة تواجه أزمات مالية مماثلة ، فلايعاب على المكتب المنتهية ولايته مروره بالاسوء منها ،كما لا يمكن مصادرة مجهوداته المبذولة في تدبيرها وفق الإمكانيات المتاحة وفي ظل انعدام موارد مالية اخرى غير اعتماده ، ككل موسم ، على منح المجالس المنتخبة لتدبير امور الفريق ، مما يجعل سعيه لانهاء مباريات البطولة مقتصرا على البقاء كأقصى طموح منطقي بحكم الوضعية المالية، وفاءا لمنطق" فوق طاقتك لا تلام " .
لكن ، وبعد تماطله في عقد الجمع العام ، يلاحظ انه منذ نهاية الموسم الماضي ، وعوض البحث عن انتدابات جديدة لتعزيز صفوف الفريق بكفاءات جديدة قادرة على اعطاء إضافة نوعية للمجموعة وتاهيلها الى مستوى رفع تحديات الموسم القادم ، اكتفى المكتب المسير طيلة شهرين في البحث عن سبل لصرف مستحقات لاعبي واطر الفريق التي لايزال جزء منها في ذمته ، هذا علاوة على انه لم يوفر لاعبين محليين بدلاء من الفئات مؤهلين لتطعيم الفريق خلال الموسم القادم بغية اتاحة الفرصة أمامهم لابراز الكفاءة واهلية الدود عن الوان الفريق .
في هذا الصدد ، يرى الكثيرون انه رغم حجم وتعداد الدوريات المحلية التي تم تنظيمها مؤخرا في كرة القدم ، في إطار البرنامج الحكومي "أوراش" ، لم يكلف اي من المكتب المسير نفسه عناء التنقل للتنقيب عن المواهب التي قد تبرزها مباريات الدوريات ومختلف التظاهرات، كأداة وحيدة لتقوية القاعدة الرياضية وتطعيم الفرق المحلية ، و ذلك في ظل غياب مشاتل محلية للفئات بعد توقف مدرستي كرويتين بالمدينة .