أزيلال زووم/عبد العزيز المولوع
مع حلول نهاية شهر اكتوبر 2021 تزينت كل حقول ايت بوولي بالزهرة البنفسجية وانطلق معها ، موسم جني الزعفران وسط تفاؤل كبير بانتاج وفير لهذه السنة .
و يتركّز إنتاج الزعفران بازيلال في عدد من الجماعات الترابية بعد مبادرة زرع هذه النبتة كزراعة بديلة في اطار برنامج طموح تقوده عمالة ازيلال بتنسيق بين المجلس الاقليمي لازيلال ومجلس جهة بني ملال خنيفرة والمديرية الإقليمية للفلاحة بازيلال الى جانب الجماعات الترابية والتعاونيات المستفيدة.
وتبقى جماعة ايت بوولي احدى هذه الجماعات المستفيدة من هذا البرنامج باستفادة تعاونية ايت بوولي للاغراض الفلاحية المتعددة حيث بلغت المساحة المزروعة الى غاية هذه السنة حوالي 90 هكتار ،بهذه المنطقة التي تتوفر فيها ظروف مناخية خاصة تجمع في الوقت نفسه بين حرارة الصيف وبرودة الشتاء ورطوبته، فضلاً عن ارتفاعها الكبير عن سطح البحر.
و”تبدأ عملية غرس الزعفران بالمنطقة، مع بداية شهر شتنبر من كل سنة، وذلك بتهيئة الضّيعات وغرس بُصيلات أو بذور الزعفران مع سقيه مباشرة”، حسب ما فسَّر عبد اللطيف مورادو رئيس تعاونية ايت بوولي للاغراض الفلاحية المتعددة ، مضيفا ان توقعات الانتاج لهذه السنة ستكون ممتازة رغم ان هناك شح في التساقطات المطرية لكن انتظام عملية سقي الفلاحين للاراضي بواسطة مياه العيون ساعد في اعطاء بوادر جيدة مع بداية موسم الجني لهذه السنة الذي انطلق بشكل رسمي في الاسبوع الاخير من شهر اكتوبر المنصرم .
ومع حلول موسم الجني تلتف نساء ايت بوولي
حول الطاولة، لتباشرن عملية فرز خصلات الزعفران الأحمر الرقيقة عن زهرته البنفسجية اللون، التي قطفت خلال الساعات الأولى من الفجر، ورتبت بعناية في سلال مصنوعة من الدوم .
“الزعفران الحر” أو “الذهب الأحمر” كما يسميه المغاربة نظرا لسعره المرتفع، حيث يعد من أثمن البهارات في العالم، ولا عجب أن تجد تجار الذهب في المغرب يبيعون الزعفران الحر، الذي يقاس بالغرام، إذ يصل سعر الغرام الواحد من هذا المنتج الفاخر بدار الزعفران بازيلال بين 35 و40 درهما .
واصبح زعفران ازيلال الحر يعزز الانتاج الوطني من هذا المنتوج الذي لا يخلو أي بيت في المغرب منه ، حيث يدخل في وصفات تحضير أشهر الأطباق المغربية التقليدية، كما يعرف بفوائده الصحية المتعددة.
في شهر نوفمبر من كل سنة يغطي اللون البنفسجي حقول الزعفران في جماعات اعالي جبال ازيلال ضمنها ايت بوولي ، وقد اصبحت تكتسب هذه الجماعة القروية القابعة وسط جبال الأطلس، شهرة بفضل جودة أنواع الزعفران الذي ينتج محليا، والذي يتطلب يدا عاملة لها خبرة وتجربة في التعامل مع النبتة النادرة وباهظة الثمن.
وتنطلق دورة إنتاج الزعفران في ايت بوولي ، مع بداية شهر يوليو إلى منتصف شهر أكتوبر من كل عام، وتمر عبر زرع بصيلات الزعفران و سقيها بشكل سطحي ثم مباشر، لتنطلق بعد تفتح زهرته عملية القطف، وهي المهمة التي توكل للنساء، انطلاقا من أواخر شهر أكتوبر إلى بداية شهر نوفمبر، وتستمر حوالي الأسبوعين.
وبفضل ظروفها المناخية الخاصة وتربتها معتدلة الحموضة، توفر ايت بوولي بيئة مناسبة لزرع بصيلات الزعفران التي لا تنمو سوى في مناطق محددة من العالم.