كغيره من القطاعات التي تضررت بشكل او بآخر من تداعيات جائحة وباء كورونا ، لم يسلم قطاع تربية النحل وإنتاج العسل بإقليم ازيلال ، من انعكاسها السلبي على دخل العديد من الأسر العاملة بالقطاع ،جراء جملة من الإكراهات ذات صلة بالدعم والتسويق وتأثير موجة البرد القارس ،وسط مطالب باحداث منحلة إقليمية و تبسيط إجراءات الاستفادة من شهادة السلامة الصحية .
وخلال معاينة ميدانية لأحد مراعي النحل بتراب جماعة تمدا نومرصيد ، والتابع لاتحاد تعاونيات اطلس ازيلال لإنتاج وتثمين المنتوجات الفلاحية ، اتضح جليا مدى تأثير موجة البرد القارس على حياة النحل وإنتاج العسل ،خصوصا وأن الإقليم قد شهد هذه السنة ،ولايزال ، تساقطات ثلجية استثنائية تدنت معها الحرارة إلى ما دون الصفر بدرجات ، مما أدى إلى موت حوالي نصف إجمالي النحل بالمرعى، كما لوحظت قلته بالعديد من الصناديق ، وغياب "الملكة" بعدد من الخلايا .
و أوضح مصطفى اوتاجديعت ، رئيس اتحاد تعاونيات اطلس أزيلال لإنتاج وتثمين المنتوجات الفلاحية ، في تصريح لموقع " أزيلال زووم " ، بأن القطاع تأثر بشكل كبير من تداعيات جائحة كورونا ، سواء من حيث اكراهات ومصاريف التنقل خلال فترة الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية ، أو من حيث ما يعيق عملية التسويق، في ظل عدم التوفر على شهادة السلامة الصحية ،التي تعتبر ضرورية للمشاركة في مختلف المهرجانات والمعارض الجهوية ،الوطنية والدولية، مما سيتيح عرض وتسويق المنتوجات على نطاق واسع ..
و من جملة الاكراهات التي يعاني منها مهنيو القطاع العاملين بالتعاونيات المنضوية تحت لواء الاتحاد ،اشار اوتجديعت إلى غلاء ثمن كراء المراعي وتكاليف حراسها ، هذا فضلا على انعدام منحلة إقليمية التي من شأنها إنعاش وتسريع وتيرة انتاج العسل ، كما أدت الجائحة الى توقف دخل العديد من العاملات والعاملين في الزرابي والمنتوجات المجالية داخل الاتحاد .
ومن جهته ، اوضح محمد عباسي ،امين مال اتحاد أطلس أزيلال ، بان تسويق المنتوجات داخل الاتحاد ، تاثر بشكل كبير من تداعيات جائحة كورونا ، حيث توقف دخل النساء العاملات في مجال الزرابي ،بسسب غياب المعارض والمهرجانات خصوصا هذه السنة، كما تقدم بالشكر إلى السلطات والمديرية الإقليمية للفلاحة على دعمها ومواكبتها ، طالبا من الجهات المعنية مزيدا من الدعم للاتحاد الذي يساهم في التنمية المحلية ، حيث يضم 579 منخرطة ومنخرطا بنسبة 51٪ من الرجال و49٪ من النساء .
وبخصوص دعم ومواكبة الوزارة الوصية ، اوضح السيد موحى اوحموشان ، رئيس قسم الإعانات والتحفيزات بالمديرية الإقليمية للفلاحة بازيلال ، بان المديرية تضع في صلب اهتماماتها تطوير سلسلة تربية النحل وانتاج العسل بالاقليم ، حيث بادرت الى تجهيز وحدات انتاجية وتنظيمات مهنية على المستوى الاقليمي ، بكل من أزيلال ،دمنات فم الجمعة ،واويزغت ، ومن بينها اتحاد اطلس أزيلال لانتاج وتثمين المنتوجات الفلاحية ، والذي يضم 15 تعاونية نشطة و579 منخرطة ومنخرطاً، حيث استفاد الاتحاد للمرة الثانية من دعم المديرية الإقليمية للفلاحة ، والذي يتجلى في مجموعة من المعدات والتجهيزات الأساسية لانتاج العسل .
و أردف اوحموشان ، بأن المديرية ملتزمة بمواكبة الاتحاد وباقي التعاونيات ، التي إستفادت من دورات تكوينية،التي ستستمر على مدى 18 شهرا، تحت اشراف مكتب دراسات ، وذلك في إطار برنامج المديرية بهذا الخصوص .
وفي جوابه على سؤال حول إمكانية احداث مشتل اقليمي لشجرة " الكاليتوس" ، رحب ذات المتحدث مبدئيا بالفكرة ،في أفق دراسة إمكانية تفعيلها وترجمتها على أرض الواقع ، مشيرا إلى أن اقليم أزيلال يتميز بجودة انواع العسل الذي يتم إنتاجه من الزكوم والزعتر والخروب ، مؤكدا أن المديرية الإقليمية في تواصل دائم مع التعاونيات وكافة الفاعلين من اجل تجاوز مختلف الاكراهات والمشاكل التي تعيق النهوض بالقطاع..