على إثر الوقفة الاحتجاجية التي نظمها مجموعة من آباء وأمهات تلاميذ مجموعة مدارس الرائد للتعليم الخصوصي صباح يوم الجمعة الماضي 12 يونيو 2020، أصدرت المؤسسة بيانا توضيحيا عبارة عن فيديو لمدير مؤسسة الرائد الأستاذ الحسين الحنصالي، يوضح فيه أسباب هذه الوقفة وكل ما يتعلق بالإجراءات التي اتخذتها إدارة المؤسسة منذ بداية الجائحة بالبلاد.
وقال الحنصالي إن هذا الفيديو/ التوضيح ، يأتي ردا على الوقفة الاحتجاجية التي نظمها مجموعة من آباء وأمهات تلاميذ مؤسسة الرائد، وأن هذه الوقفة لم تكن عفوية كما ادعى أحد المنظمين، وإنما كان معدا لها، "منذ شهر وهم يعدون ويشوشون على التلاميذ الذين يدرسون في الأولى والثانية بكالوريا والمقبلين على الامتحانات الوطنية والجهوية".
وقبل الحديث عن الوقفة الاحتجاجية شكر الحنصالي جميع الآباء والأمهات بما فيهم الذين حضروا في الوقفة الاحتجاجية على تعاونهم مع المؤسسة في إنجاح عملية التعليم عن بعد، كما شكر تلاميذ المؤسسة لالتزامهم بالحجر الصحي ولتجاوبهم مع أساتذتهم وتفاعلهم مع هذه العملية التي لقيت نجاحا كبيرا جدا، وشكر أساتذة الرائد في جميع مستويات أسلاك التعليم على المجهودات الجبارة التي قاموا بها خلال فترة الحجر الصحي لإنجاح عملية التعليم عن بعد باستعمال مختلف الوسائل الممكنة والمتاحة، والعمل على بقاء تلامذتهم منضبطين وملتزمين بعملية التعلم عن بعد، ويفته كذلك شكر جميع الأطر الإدارية بالمؤسسة نساء ورجالا، الذين كانوا يغامرون بأرواحهم وأسرهم في الأسابيع التي كان فيها فيروس كورونا في دروته، حيث كان الأطر الإدارية والتربوية للمؤسسة مرابطين بالحضور للمؤسسة ويسهرون على تصوير الدروس بالفيديو وتوفير الدروس المكتوبة وإرسالها إلى التلاميذ، ومواصلة الليل بالنهار وحتى خارج أيام العمل/ العطل كانوا يشتغلون مع الأبناء من أجل تجاوز مجموعة من المشاكل المتعلقة بالتواصل والأمور التربوية وتثبيت مجموعة من البرامج التي فرضتها الوزارة لإنشاء الأقسام الافتراضية.
وأضاف الحنصالي أنه في هذا الوقت الذي كان الناس فيه خائفين وملتزمين منازلهم مع أبنائهم، كان هؤلاء الأطر الإدارية والتربوية حريصة على إنجاح الموسم الدراسي من باب الأمانة والمسؤولية وليس من باب المن، وذكر الحنصالي الأباء والأمهات أن إدارة المؤسسة لم تلجأ إلى أساليب الابتزاز، الأداء مقابل الخدمة، وإنما استمرت في العملية التربوية رغم أن الآباء لم يسددوا واجبات التمدرس ومع ذلك بقيت عملية التدريس عن بعد مستمرة باستعمال جميع الوسائل التقنية الممكنة، بل أكثر من ذلك أن حوالي 124 درس مصور بتقنية الفيديو تم تعميمها على قناة المؤسسة باليوتيوب وكذلك صفحتها على الفيسبوك من باب التضامن مع الجميع ومن باب الصدقة الجارية.
وبالنسبة للوقفة الاحتجاجية المنظمة وغير العفوية فيعتبر الحنصالي أسبابها كثيرة ومتعددة، فقد كان الداعي لها هو تصفية الحسابات السياسية والشخصية وهذا ليس مجالها، وهناك من جاء من أجل أن يسوق لجهة معينة من خلال التهديد بالمغادرة الجماعية، مضيفا أن هذه الوقفة غاب عنها المتضررون الذين قامت المؤسسة بحل مشاكلهم وتضامنت معهم من خلال استفادتهم من تخفيضات، وحضر الموظفون، ومن هؤلاء الموظفين من حضر رفقة زوجته لتكثير عدد المحتجين، ثم حضر آباء قاموا بتسديد ما بذمتهم للمؤسسة وطالبوا بأخذ شهادة مغادرة أبنائهم للمؤسسة، كما أن هذه الوقفة حضرها أناس لا يتابع أبناؤهم الدراسة بالمؤسسة.
هذه الوقفة الاحتجاجية يقول الحنصالي تم الترويج فيها لمجموعة من المغالطات أولها أنها عفوية وهي ليست كذلك، لأنها كانت منظمة من حيث اللافتات ومن حيث الشعارات المرفوعة، وكان هناك قصف يومي للآباء داخل مجموعات تواصلية من أجل التعبئة للمشاركة المكثفة في هذه الوقفة، ولكن الآباء لم يستجيبوا وفهموا الهدف منها، مضيفا أن باب الحوار لم يغلق أبدا، وأن المؤسسة نظمت خلال هذه الجائحة ثلاث محطات للحوار مع الأمهات والآباء، أولها كان يوم 8 ماي مع مجموعة من الأمهات، وثانيها يوم 9 ماي مع مجموعة من الأمهات والآباء الموقعين على العريضة وغير الموقعين، وثالثها يوم 11 ماي مع مجموعة من الآباء والأمهات الموقعين على العريضة، وكانت نتيجة الحوار في محطاته الثلاثة كانت المطالبة بالتضامن والتخفيض.
المغالطة الثالثة حسب مدير مؤسسة الرائد هو القول بأنه لم تكن هناك نتيجة لهذه الحوارات، وهذا غير صحيح، فنتيجة الحوار يؤكد الحنصالي كانت هي استجابة إدارة المؤسسة لمطلب التضامن والتخفيض للمتضررين وغير المتضررين للأشهر الثلاثة: أبريل، ماي و يونيو مع التسهيلات في الأداء للمتضررين والإعفاء الكلي لواجبات النقل المدرسي خلال الأشهر الثلاثة سالفة الذكر.
المغالطة الرابعة وصف التعليم الخصوصي باللصوصية، حيث أوضح الحنصالي أن لا أحد أجبر الآباء بتسجيل أبنائهم بالتعليم الخصوصي، مشددا على أن التعليم الخصوصي يؤدي خدمة عمومية، وأن مؤسسة الرائد تترفع عن هذه التهمة التي رفعت خلال الوقفة، مطالبا هؤلاء بسؤال الآباء والأمهات الذين شارك أبناؤهم السنة الماضية في رحلة مدرسية إلى مراكش كيف أن إدارة المؤسسة قامت بإعادة ما تبقى من مال الرحلة للمشاركين وهذا أكبر رد على الذين يتهمون التعليم الخصوصي باللصوصية.
المغالطة الخامسة الإخبار بإعادة التسجيل وأداء واجبات التسجيل وشهر شتنبر، وهذا إجراء عادي ـ يتابع الحنصالي ـ يتم في نهاية كل موسم دراسي من أجل إعداد المؤسسة للسنة التربوية المقبلة وما يرتبط بذلك من تحديد الأطر التربوية والإدارية اللازمة، لأنه في نهاية كل موسم دراسي يتم انتقال مجموعة من الأسر خارج مدينة بني ملال وهناك آخرون يقومون بتغيير مؤسسات أبنائهم لعدة اعتبارات، فطبيعي أن المؤسسة تقوم بهذا الإجراء لمعرفة من سيواصل ومن سيغادر.
وختاما قال الحسين الحنصالي: "مؤسسة الرائد التربوية رائدة والحمد لله وستبقى رائدة إن شاء الله، وأقول للذين حضروا الوقفة طالبتم بالحوار فتحاورنا واستجبنا له، وطالبتم بالتضامن واستجبنا وتضامنا، وطالبتم بالتخفيض واستجبنا وخفضنا، فما عليكم إلا أن تؤدوا ما بذمتكم للمؤسسة، لأن المؤسسة لم تتخلى عنكم وعن أبنائكم في الشدة وفي الظروف الصعبة لأن رسالتها نبيلة، وأقول للذين هددوا بالمغادرة الجماعية ويسوقون لجهة معينة مرحبا بكم وإن إدارة المؤسسة تنظركم بعد مداولة الأقسام لتسليمكم شواهد المغادرة.
أسأل الله تعالى أن يرفع عن بلدنا الغالي وعن سائر البلدان هذا الوباء وأن يوفق أبناءنا وبناتنا في امتحانات البكالوريا إنه سميع مجيب وبالإجابة جدير".