انت الآن تتصفح قسم : مقالات الرأي

ازيلال: لا يدافع عن مجرم اغبالو، سوى مجرم مثله أو اخطر منه،فماكان الفقر يوماً مبررا للإجرام

أزيلال زووم/أ.مصطفى
بعد الفاجعة التي هزت الرأي العام المحلي،باقليم أزيلال،على اثر مقتل خمسيني، ليلة يوم الخميس 4يوليوز الجاري ، من طرف عصابة ملثمين، في سابقة اعتبرت الاولى من نوعها ، حيث استعمل المجرمون سلاحا ناريا وأسلحة بيضاء وعِصي،تضاربت الروايات حول أسباب ودواعي هذا الحادث المأساوي الذي لم تشهد له المنطقة مثيلا من ذي قبل ،كما ظهر "ذباب "الكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي،للدفاع عن المجرم ،رئيس العصابة ،الذي لايزال حرا طليقا،فيما البحث جاري لتوقيفه.
وفي إطار المجهودات المبذولة لإيقاف مابات يعرف بمجرم أغبالو،باشرت عناصر الدرك الملكي حملة تمشيط واسعة ومطاردة لرئيس العصابة ،منذ صباح يوم الثلاثاء 9 يوليوز ،على مستوى تراب جماعة بني عياط بإقليم أزيلال،لكنها لم تفلح بعد في إيقافه ،في الوقت الذي يترقب فيه الرأي العام والساكنة ،الاطاحة به والحد من أعماله الإجرامية،التي انعكست تداعياتها سلباً على نفسية الساكنة وزوار المنطقة ،التي تعتبر سياحية بامتياز،حيث تشهد في فصل الصيف إقبالا كبيرا من طرف السياح المغاربة والأجانب،الوافدين لاستكشاف مايزخر به الإقليم من مؤهلات سياحية كبحيرة بين الويدان،شلالات اوزود ،إمينيفري ،بوكماز ...  
 وبالرغم من كون المنطقة التي كانت مسرحاّ للجريمة ،عرفت حوادث اعتراض السبيل ،من توقيع المجرم وعصابته،هناك من  أعطى لنفسه الحق في الدفاع عنه،بدعوى انه عانى وأسرته ويلات الفقر والحرمان ،من جهة ،ولكونه لم يستفد من إعادة الادماج بعد قضائه لعقوبة حبسية ،من جهة أخرى ،متجاهلاً في نفس الوقت أن الفقر ليس مبررا لارتكاب اعمال إجرامية بهذا الشكل .
ان الذين يدافعون عبثاً،عن المجرم ويبررون الجُرم والجناية ،باستعمال سلاح ناري ، وترويع المواطنين من مستعملي الطريق الرابطة بين بين الويدان وازيلال، في العديد من المناسبات ، إنما يدافعون عن الظلم ويشجعون الإجرام ،اذ بموقفهم ذاك، يصطفون الى جانب مجرم اغبالو وأمثاله ممّن يرمون فشلهم في الحياة على الدولة ومؤسساتها .
 وللحديث عن الفقر تجدر الإشارة إلى أن الأغلبية الساحقة من شباب وساكنة الإقليم يعانون من الفقر والهشاشة ، ومع ذلك لم يتخذوا من الإجرام سبيلا لكسب لقمة العيش ، بقدرما عُرِفوا بالكدِّ والعمل الشريف من أجل الكسب والرزق الحلال بعرق الجبين ،إما بالإشتغال في الفلاحة اوالسياحة، أو بالهجرة إلى مدن أخرى خارج الإقليم لذات الغرض النبيل: كسب الرزق الحلال بالكد والجهد وعرق الجبين ،وليس بالسرقة والقتل واعتراض السبيل !
إن إقليم ازيلال، لم يشهد من ذي قبل مجرمين يعترضون سبيل المارة باستعمال مختلف الأسلحة،للسرقة والقتل ،بل عرف وساكنته ،على مر الزمان بالكرم والضيافة ،فضلا عن المقاومة التي خلدت في التاريخ عددا من رجالاته،ستظل مواقفهم الرجولية والبطولية ضاربة في أعماق التاريخ،فما نهبوا ولاسرقوا وما اعترضوا يوماً سبيل احد، بل كانوا ولا يزالوا ،كما سيظلون ،مرحبين بعابر السبيل والضيف والزوار من مختلف المناطق والأجناس .
خلاصة القول إن المجرم لايدافع عنه إلا مجرم مثله ، أو أخطر منه ،وماكان الفقر يوما مبرراً  للإجرام...