انت الآن تتصفح قسم : فن وثقافة

صناعة الكوميديا أصعب من صناعة الدراما (مارينا فويس)

أزيلال زووم 
(ومع)_ قالت الممثلة الفرنسية المتألقة، مارينا فويس، أمس الاثنين بمراكش، إن “صناعة الكوميديا أصعب بكثير من صناعة الدراما”، في حديثها عن رغبتها في “إعادة اكتشاف الذات” من خلال الخوض في مغامرات سينمائية في ثقافات جديدة.
جاء ذلك إثر حلول فويس ضيفة على فقرة “في حوار مع …”، ضمن الدورة ال19 من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرزت فويس، التي بدأت مشوارها الفني رفقة الفرقة الكوميدية “لي غوبان دي بوا” سنة 1996، “أظن أن الكوميديا تعلو على كل أنواع التمثيل الأخرى … من الصعب جدا القيام بالكوميديا، ومن الصعب جدا كتابة نص كوميدي”.
وأعربت نجمة الفيلم الكوميدي الشهير “أستيريكس وأوبيليكس: مهمة كليوباترا” عن حبها لهذا النوع السينمائي “الذي يسمح للممثل بتجاوز الحاجز الذي يخيف الآخرين”، معبرة عن امتعاضها من “التقليل الذي يطال الكوميديا”.
وأشارت، بالمقابل، إلى أن مهنة التمثيل تجد حافزها في السعي الدائم وراء غاية متناقضة “عندما تقوم بالدراما، عليك أن تجد عنصر الفكاهة والكوميديا داخلها، وعندما تقوم بالكوميديا، عليك أن تجد فيها الجانب الدرامي”، قائلة إن “الحياة ممتعة لأنها “متناقضة”.
وفي هذا السياق، أبرزت نجمة فيلم “هم على قيد الحياة” (2021) أن العديد من الممثلين وجدوا فرصة المزاوجة بين النوعين، معبرة عن استيائها من حقيقة أن “الممثلين الكوميديين يتعاطون كثيرا للأدوار الجادة، بينما قل ما نجد ممثلا من الذين يوصفون بالجدية، يلعب دورا كوميديا، وهذا أمر مؤسف حقا”.
وفي سياق حديثها عن مغامراتها خارج فرنسا، تحدثت فويس عن فرصة “لإعادة اكتشاف الذات” وفتح صفحة جديدة. وقالت: “إنه شعور رائع أن يكون المرء بالخارج رفقة فرق تتحدث لغة أخرى ولا تعرف عنك شيئا”.
وعن تجاربها في البرازيل وإيطاليا وإسبانيا، أشارت الممثلة الفرنسية، التي تألقت هذا العام في فيلم “As bestas” للمخرج رودريغو سوروغوين، إلى أن “التمثيل بلغة أخرى ممتع للغاية لأنه يضيف القليل من الصعوبة الفنية، والتي بمجرد التغلب عليها، تخلق فرصة جديدة”.
كما أوضحت أن “جميع القيود الفنية هي في الواقع فرصة لإعادة اكتشاف الذات، إنه لأمر مثير للغاية أن تذهب وترى ثقافة مختلفة وتجربة ما هو جديد”، مشددة على أن “أسوأ عدو لمهنتنا هو الرتابة”.
وفي جواب على موضوع الوقوف خلف الكاميرا، ردت بالقول “قطعا لا … لسبب بسيط للغاية: عملي في مجال السينما سمح لي بالتعرف على مخرجين كبار، هي وظيفة يصعب علي ممارستها (…) إنها مهمة صعبة وليست وظيفتي”.
كما أكدت أنه “لا أشعر بالإحباط من المكان الذي بلغته، هو مكاني، ويناسبني، ويعجبني …”، وتابعت قائلة: “عندما أقرأ سيناريو، أفكر في القصة وفي الأشخاص الذين يعيشونها. لدي قراءة تمثيلية ولا يمكنني إنتاج صور”.
وأشارت الممثلة، التي كانت نشطة للغاية في عام 2022 بعملين جديدين “حرية الحركة” لديدييه بارسيلو، و”عام القرش” لزوران ولودوفيك بوخيرما، إلى اعتقادها بأن الممثل الجيد هو الذي “يجعل نفسه متاحا للقصة، وللشخصية ولمخرج تؤثر نظرته للممثل على الأداء”.
وبالإضافة إلى مارينا فويس، تستضيف فقرة “في حوار مع …” ضمن هذه الدورة كلا من الممثل الهندي، رانفير سينغ، والمخرج الفرنسي ليوس كاراكس والممثلة والمخرجة الفرنسية الموهوبة والحيوية جولي ديلبي، والمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو، والمخرج والشاعر الأمريكي جيم جارموش.
كما يحضر هذه الفقرة الملحن الفرنسي اللبناني الحائز على جائزة الأوسكار غابرييل يارد والممثل البريطاني البارز جيريمي آيرونز والمخرج الإيراني الحائز مرتين على جائزة الأوسكار أصغر فرهادي والمخرج السويدي روبن أوستلوند.
كما تستضيف الفقرة كلا من المؤلف الموسيقي الفرنسي اللبناني الحائز على جائزة الأوسكار، غبريال يار، والممثل البريطاني المتميز، جيريمي أيرونز، والمخرج الإيراني الكبير المتوج مرتين بجائزة الأوسكار أصغر فرهادي، والمخرج السويدي الحائز على سعفتين ذهبيتين، روبن أوستلوند.